شرّف صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز وزير الداخلية مساء أمس حفل العشاء الذي أقامه تكريماً لسموهما صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة في قصر سموه بجدة. وكان في استقبال سموهما لدى وصولهما صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن خالد الفيصل وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن خالد الفيصل ووكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة للشؤون الأمنية الدكتور عقاب اللويحق. وبعد أن أخذ سموهما مكانهما في القاعة الكبرى بدئ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم ثم ألقى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل كلمة فيما يلي نصها: الحمد لله .. والصلاة والسلام على رسول الله سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز وزير الداخلية أصحاب السمو والفضيلة والمعالي والسعادة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سيدي ولي العهد.. لقد اختارك ولي الأمر وهو الخبير الحكيم الحصيف لهذه المسؤولية ، وهي المهمة الكبيرة الجسيمة في هذا الزمن ، وهو المدلهم الخطير البهيم ، وهو قدرك يا سيدي وأنت له أهل فنعم الاختيار ونعم المختار. صاحب السمو الملكي وزير الداخلية ، أهنئك بثقة مليكنا المفدى ، وكلي ثقة بأنك ستكون - إن شاء الله - خير خلف لخير سلف رجل الأمن والأمان .. نايف المكانة ابن عبدالعزيز يرحمه الله. سيدي الأمير سلمان .. أيها الحضور الكريم .. يمر العالم اليوم بأزمة اقتصادية، لا يعلم عواقبها إلا الله سبحانه وتعالى ، وتمر المنطقة العربية بأزمة سياسية يكتنفها الغموض، وتتفاقم فيها الفوضى ويتجلى فيها إرباك القيادات وارتباكها، ولا يعلم منتهى هذه الأزمة إلا خالق الناس جل وعلا .. وتكاد المملكة العربية السعودية تنفرد باتزان القيادة وثباتها ، والتحام الأمة بقيادتها، وتضافر الجميع وتعاونهم على السير قدماً لبرامج التنمية ومشاريع النماء في شتى أرجاء البلاد، بسرعة أذهلت البعيد قبل القريب ؛ وما كان لهذا أن يتأتى، لولا فضل الله وتوفيقه أولاً، ثم حكمة مليكنا المفدى وشجاعته، وصدق نواياه، ورجاله المخلصين، وهو الأمر الذي وفر مناخاً آمناً مستقراً سياسيا، واقتصادياً، واجتماعياً، أتاح للنمو أن يستمر، وللرخاء أن يعم، وللإعمار أن يعلو. هناك من لا يروق لهم ذلك ؛ فينعق الناعقون، ويشكك المشككون، ويتنادى الحاقدون، ولكننا سائرون وبهدي الله مهتدون وبتوفيقه منتصرون إن شاء الله. رحم الله نايف وسلطان ، وبارك الله في عبدالله وسلمان . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بعد ذلك ألقيت قصيدة شعرية نالت استحسان الجميع ثم ألقى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح بن محمد آل طالب كلمة الأهالي جاء فيها : منذ ما يقارب ثلاثة قرون وحين مكّن الله لهذه الأسرة الحاكمة الكريمة على هذه الأرض المملكة العربية السعودية والحكام والأمراء من آل سعود يتعاقبون في القيام بمسؤولياتهم في الحكم وإدارة شؤون البلاد ، وما غاب منهم سيد إلا قام سيد ، قؤول لما قال الكرام فعول ، ومن ذهب منهم ذهب محمود السيرة جميل الأثر. إن النهج الذي قد سارت عليه هذه البلاد والبناء الذي أسست به كان على تقوى من الله واتباعاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وستبقى ما بقيت على ذلكم النهج وستدوم ما دامت محافظة على هذا الأساس. ومن جميل الحال وحسن التوفيق أن الملوك والأمراء من ذهب منهم على رحمة الله ومن بقي محفوفاً برعاية الله واعون لهذه الحقيقة مدركون لهذا الأمر ، زادهم الله ثباتاً وتوفيقا. بالأمس القريب ودّعنا عيناً ظلت ساهرةً على أمن الوطن ، ودّعنا شخصية جمعت بين العزم والحزم والرأي المسدد والصدق لهذا الوطن بل لكل بلادنا العربية والإسلامية ، يجمل ذلك خوف من الله وتلمس شرعه فيما يأتي ويذر في معالجته للشأن العام والتعامل مع المواقف. رحل الأمير نايف بن عبدالعزيز ، فرحمه الله رحمة واسعة ورفع درجته في المهديين وتقبل ما قدمه لدينه ووطنه وجعل ما بذله أجراً له وذخرا ، وذكراً حسناً له في الدنيا وثواباً في الأخرى ، وأحسن عزاءنا جميعاً في فقيد الوطن الكبير. صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد .. لكأنك المعني بقول من أنشد : أتته الولاية منقادة .. إليه تجرجر أذيالها فلم تك تصلح إلا له .. ولم يك يصلح إلا لها أتتكم ولاية العهد وأنتم تحملون إرثاً كبيراً من الإنجاز ، وبمعيتكم تاريخ حافل ومضيء من المواقف المشرقة. بين المثقفين أنت المثقف ، ومع المؤرخين أنت المؤرخ وإليك المرجع ، وبين العلماء مشارك ومحصل. زهت بكم نجد عقوداً فأصبحتم العقد على جيدها ، واليوم تزهو بكم كل المملكة العربية السعودية ، وما كنتم في يوم غائبين عن أي من نواحي بلادي وشؤونها ، وأنتم ركن للدولة معهود. عرفناكم بتقديركم للعلم وأهله ، وحراستكم للشريعة وجنابها ، وسيركم على منهاج الكتاب والسنة. في محياكم سيماء الإمام الملك المؤسس ، وفي سيرتكم ومسيرتكم ذات القيم والمبادئ ، وفي فكركم النير وثباتكم الراسخ مقومات النماء والبقاء لهذا البلد المعطاء ، الذي بناه الملك عبدالعزيز - رحمه الله - فأحكم بنيانه. بناء راسخ وسياسة حكيمة ، سلكت درب النجاة فعبرت سفينتنا بأمان في هذا البحر الهائج المتلاطم حولنا بالفتن والاضطرابات. سفينتنا اليوم ربانها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله ورعاه ومتع به وزاده هدى وتوفيقا - ، له باع في المواقف السديدة والقرارات الرشيدة ، وفي طلعتها اختياركم لولاية العهد فنعم الاختيار. صاحب السمو .. سيروا على بركة الله ، فنحن على العهد ماضون ، وعلى طاعتكم في الله سائرون ، سيروا على بركة الله تجللكم رعاية الله وأبشروا وأملوا ، أنار الله دربكم وسدد خطوكم. لكم علينا السمع والطاعة والحب والولاء والنصح ، ولنا عليكم السياسة بالشرع ، وما تمليه الولاية ، يزجينا قول الحق تبارك وتعالى (( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ، فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا )). صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز وزير الداخلية ، أيها الأمير النبيل : كنت لأخيك الراحل نايف نعم الرفيق ونعم النائب ، وأنت اليوم نعم الخلف ، تكمل المسيرة في وزارة تعرفك وتشرف بك ، وأنت أهل الثقة والكفاءة كان الله في عونك ، وأمدك بالتوفيق والسداد ، ومهد طريقك بالهدى والرشاد ، كم نتمنى لك الخير فأنت كريم السجايا جميل الخصال ، الأمير أحمد .. الدين والحلم والأناة والوقار أمدك الله بتوفيقه. وبعد فحق لنا أن نفخر بهذه البلاد الولود ، التي لا يوهنها فقد القادة وإن عظموا ، ولا رحيل الساسة وإن جلوا. بعد ذلك شرف صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز والحضور مأدبة العشاء التي أقيمت تكريماً لسموهما. إثر ذلك غادر سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز وسمو الأمير أحمد بن عبدالعزيز قصر سمو الأمير خالد الفيصل مودعين بمثل ما استقبلا به من حفاوة وترحيب. حضر المناسبة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن خالد بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز نائب وزير الدفاع وصاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد وزير التربية والتعليم وصاحب السمو الأمير خالد بن فهد بن سعد وأصحاب السمو الأمراء والمستشار بالديوان الملكي فضيلة الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد وأصحاب الفضيلة المشايخ والمعالي الوزراء وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين وجمع من أهالي منطقة مكةالمكرمة.