تأرجحت أسعار النفط فوق 60 دولارا للبرميل امس الجمعة إذ قابل الدعم الذي وفره ضعف الدولار الامريكي تشاؤم متزايد بشأن التوقعات الاقتصادية وبالتالي بشأن الطلب على النفط في الاجل القريب . ومن العوامل التي أبقت أسعار النفط عند أدنى مستوياتها منذ عام ونصف العام تعليقات أدلى بها مسؤول ليبي رفيع قال فيها إن منظمة أوبك لا تبحث خفض الانتاج مرة أخرى . وفي الساعة 0702 بتوقيت جرينتش كان الخام الامريكي الخفيف للعقود تسليم ديسمبر كانون الاول منخفضا تسعة سنتات عند 60٫ 68 دولار للبرميل بعد انخفاضه إلى 59٫ 97 دولار في وقت سابق مسجلا أدنى مستوى للعقود الاجلة للخام الامريكي منذ 22 مارس . 2007 وتراجع خام القياس الاوروبي مزيج برنت 18 سنتا إلى 57٫ 25 دولار للبرميل بعد أن هبط في وقت سابق من الجلسة إلى 56٫ 70 دولار . وواصل الدولار خسائره مقابل العملة اليابانية أمس وانخفض أكثر من ين عن أعلى مستويات اليوم بفعل عزوف المستثمرين عن المخاطرة . وهبطت أسعار النفط أكثر من تسعة في المئة هذا الاسبوع بفعل سلسلة من البيانات الاقتصادية المتشائمة من الولاياتالمتحدة والتي أدت إلى تزايد المخاوف من ركود عالمي طويل كما أن تزايد المخزون الامريكي سلط الضوء على تباطؤ الطلب على النفط . من جهة اخرى قال أكبر مسؤول نفطي في ليبيا أمس الجمعة ان اوبك لا تفكر جديا في خفض الانتاج مجددا لأن اسواق النفط مضطربة لكن المنظمة قد تجتمع قبل اجتماعها القادم المقرر في ديسمبر كانون الاول . وحذر شكري غانم رئيس المؤسسة الوطنية للنفط من ان استمرار ضعف اسعار النفط التي تراجعت اليوم عن مستوى 60 دولارا للبرميل للمرة الاولى في عام ونصف العام قد يرغم الشركات على الغاء مشاريع جديدة وهو ما يثير مخاوف من نقض في الامدادات في غضون عامين . وقال غانم للصحفيين في بكين حيث يحضر منتدى عالميا لمدراء شركات النفط الوطنية " هذه الايام يمكننا ان نرى السوق يتقلب صعودا وهبوطا . ولهذا فإن اتخاذ قرار بخفض سريع ربما يكون سابقا لاوانه . وبالتالي نحن في هذه المرحلة لسنا في وقت للتفكير في مزيد من التخفيضات لكننا بالطبع نراقب السوق . " " اعتقد أنه إذا استمر هذا الاتجاه فبالتأكيد فإن مشاريع كثيرة ستلغى وفي غضون عامين سنواجه نقصا حقيقيا في الامدادات وذلك سيدفع الاسعار للصعود مثلما فعلت هذا العام . لكن علينا ان ننتظر لنرى ما سيحدث . " واتفقت اوبك في اجتماع طاريء الشهر الماضي على خفض انتاجي قدره 1٫ 5 مليون برميل يوميا أو حوالي 5 في المئة . ومن المقرر ان تعقد اجتماعها القادم في الجزائر في السابع عشر من ديسمبر . وسئل غانم هل من المحتمل ان تعقد اوبك اجتماعا قبل ديسمبر فأجاب قائلا " ربما . . بالطبع الامر يتوقف على حركة الاسعار لكن حتى الان لم يتقرر شيء . " وفشل الخفض الانتاجي الذي قررته اوبك في 24 اكتوبر تشرين الاول في وقف اتجاه نزولي لاسعار النفط هبطت فيه بأكثر من 50 في المئة من مستوى قياسي فوق 147 دولارا للبرميل في يوليو تموز بفعل مخاوف من ان ركودا اقتصاديا عالميا سيقلص الطلب على النفط الذي بدأ في الانخفاض بالفعل .