أكد الخبير المالي سيرغي خيستانوف المدير التنفيذي لمجموعة شركات "ألور" في تحليله للوضع المالي العالمي واحتمالات تفاقم الأزمة المالية العالمية في المستقبل القريب، أن الأزمة المالية العالمية في طريقها للتفاقم وأن السبب وراء ذلك يكمن في أزمة الديون الأوروبية، حيث أدى ظهور اليورو إلى تراكم ديون الدول المتعثرة مع مرور الوقت. وأوضح أن الأسلوب الأمثل لإنقاذ أوروبا من الأزمة المالية الحالية وخاصة أسبانيا واليونان هو الخروج من منطقة اليورو، مشيراً إلى أن المشكلة الرئيسية لليونان تكمن في أوضاع البلاد نفسها. فمن جهة لا يمكن الاستمرار في السياسة الاقتصادية السابقة، ومن جهة أخرى، فالإصلاحات التي يجب الإقدام عليها مؤلمة للغاية، وسلطات البلاد عجزت عن تطبيقها. ولذا، فإن الوضع الاقتصادي الحالي سيستمر حتى اتخاذ قرار مصيري وحاسم، مرجحاً خروج اليونان من منطقة اليورو. كما لفت خيستانوف إلى المعارضة الألمانية لإصدار سندات أوروبية مشتركة ومعارضتها كذلك لفكرة تأسيس هيئة رقابية في البنك المركزي على البنوك الأوربية؛ لأنه من وجهة النظر الألمانية تؤدي إلى زيادة تكاليف خدمة الديون في ألمانيا نفسها. وأشار في حديثه لبرنامج "حديث اليوم" الذي تبثه قناة روسيا اليوم أن انسحاب أية دولة من منطقة اليورو عامل مؤلم سياسي للساسة الأوروبيين الحاليين؛ لأن هناك تناقضاً واضحاً وجلياً بين مصالح الاقتصاد والسياسة. فعلى الرغم من أن انسحاب اليونان من منطقة اليورو سوف يؤدي إلى رفع القدرة التنافسية لمنطقة اليورو واستعادة القدرة التنافسية في الاقتصاد اليوناني؛ إلا أن ذلك سيؤدي إلى زيادة معدلات الفقر بشكل كبير بين اليونانيين. ولفت خيستانوف إلى وجود تأثير للربيع العربي على الأزمة العالمية لأن ما يحدث الآن في العالم العربي وبالأخص في السياسة الأوربية والاقتصاد العالمي يشبه ما حدث من تضخم وركود في سبعينيات القرن الماضي، مضيفاً أن التضخم الذي حدث في السنوات العشر الماضية ارتفع أكثر بخمس مرات إلا أنه أكد أنه من الممكن أن تتيح الأزمة الحالية إمكانيات جديدة لتحديث الاقتصاد في الدول العربية؛ لأن النتيجة الحتمية للركود هي زيادة أسعار الأصول الحقيقية والنفط قبل كل شيء.