يقولون من علمني حرفا صرت له عبداً! وأقول من علمني حرفا صرت له سنداً لا عبداً فزمن العبيد ولى واندثر ! وقال الشاعر أحمد شوقي: قف للمعلم وفه التبجيلا ... " كاد " المعلم أن يكون رسولا... صدق الشاعر حينما قال كاد المعلم أن يكون رسولا وصفة الرسول هنا الدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة.. وقال الله تعالى لرسوله : لو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك. فلم الفظاظة والغلظة مع أطفال كبروا على صوت التفجيرات والقصف وعلى العنف بكل صوره وأشكاله... لم نزيد الطين بله ؟! توقفوا فوراً عن قتل الثقة بالنفس في قلوب أطفالنا وقتل العزة والأنفة في هذا الجيل .. توقفوا عن تطبيعهم على قبول الاهانة .. يكفي ما اقترفت أيديكم ضد الأجيال السابقة التي زرعتم فيها قبول ما هو مرفوض في عرف الإنسانية وبالظلم إقناعهم بأن الضرب أمر مقبول دون السماح لهم حتى بالتفكير بلعن الظلم والجور!! تذهب ابنتي وابني إلى المدرسة وقد ملأ رأسيهما وقلبيهما الخوف من معلمة تنتظر الطلاب بعصا عند باب الفصل ... كم الاضطهاد الموجود في المدارس ضد الطلاب لم يعد يطاق .. خانق بكل ما تحمله الكلمة من معنى... حتى أصبح الطلاب محاصرون بالعنف في البيت والمدرسة والشارع ! خبروني لم أصبح العنف هو الأسلوب الوحيد للتعامل مع أبنائنا ألا يكفيهم ما يشاهدون وما يسمعون وما يترقبون ؟! من ينسى عمل الواجب سأضربه بالعصا تقول المعلمة لطلاب الصف الأول... تتسع حدقة الطلاب ... وتتسارع دقات قلوبهم الصغيرة ...وتصبح المدرسة كابوسا يقتل الطموح في قلوبهم يتمنون الخلاص منه لا حلما جميلا بمستقبل بناء ... يتوسلون الأهل بعدم إرسالهم إليها !! لم اللجوء إلى الطرق التي تحمل عادة نتائج سلبية وتكسر نفوسهم البشرية التي لازالت في مرحلة التكوين ...لم لا يلجأ المعلمون إلى التشجيع والتحفيز لبناء شخصية سوية ! ألا يكفي الطلاب مناهج التجهيل التي يدرسونها ... ألا يكفيهم أن عليهم الحفظ أكثر من الفهم؟ لم على المعلمين التعامل مع الطالب كوحش كاسر وجب ترويضه ليسهل التعامل معه؟ ألا يعلمون أن العنف لا يولد إلا عنفاً وأن النار لا تطفئها النار؟ أرسل أبنائي إلى المدرسة فيأخذ كل منهم جزءاً من هذا القلب المنهك ... أأخاف عليهم مما قد يحمله النهار من رعب إسرائيلي محتمل أم من أبناء جلدتنا أنفسهم أم مما ينتظرهم من تعامل معلمات أعتبرهم مرضى وعليهم اللجوء إلى طبيب نفسي كي يعالجهم؟؟ لا تندهشوا مما تقرؤون فأنا أعتبر أن العصبية لأتفه الأمور هي أول أعراض المرض النفسي وهذا ما يعاني منه أبناء الوطن الأمر الذي هو نتيجة حتمية للضغوطات التي تمارس ضدهم وحولهم! طريقتكم في إرهاب الطلاب وتخويفهم هي الدمار لشخصيات الكثيرين الذين تزرعون بهم بقصد ودون قصد تقبل الاهانة والخوف من المواجهة ! عندما يتم معاقبة الطفل بأمره بالوقوف طوال الحصة دون أن يقترف خطأ... ينفذ الطالب أمرها له بعد أن يحاول معرفة السبب ولا يعرفه عادة ... يقف طوال الحصة وهو مدرك أنه لم يفعل شيئاً فنربي فيه ثقافة القبول بالعقاب لمجرد العقاب وهذا دمار لشخصيته وسينعكس سلبا على أدائه وعلاقاته مع من هم في سنه !! لا ضير بالجلوس مع أنفسكم.. فمحاسبة النفس أمر صحي وديني .. اجلسوا مع أنفسكم لأنكم بحاجة إلى ذلك ... ضعوا خطة علمية وعملية للتعامل مع الأطفال كل حسب مستواه .. فكل واحد منهم له عالمه الخاص ويجب الدخول إلى هذا العالم للوصول إلى قلب الطفل.. وتأكدوا أنكم حينما تصلون إلى قلبه ستصلون إلى كل ما هو ايجابي ! أعزائي المعلمين والمعلمات... إذا أحسستم بأنكم لا تصلحون لمهنة التدريس أنصحكم بتقديم استقالتكم وفورا حفاظا على إنشاء جيل سليم يؤمن بالاحترام وبالتعامل الإنساني ... من يرى أن التدريس يخرج الإنسان من إنسانيته عليه أن لا يظلم نفسه وغيره .. هذا هو المنطق والعقل ! لا تحضر إلى المدرسة حاملا معك كل هموم ومضايقات البيت والشارع لتفرغها على من لا حول لهم ولا قوة .. فتشتم هذا وتضرب ذاك وتنتقم لنفسك لا لمصلحة الطفل ... فالطفل مهما بلغت به الشقاوة والكسل ستجد الطريق لإصلاحه إذا كنت ذا نفس سوية بالمنطق والعلم وبالاستماع والتقرب إليه عله يكون محتاجا لمن يسمعه ! في منطقة الشرق الأوسط تسمى وزارة التربية والتعليم لتكون المحصلة إخراج جيل معقد تربى على العنف وتعلم ما لم يستفد منه إلا من رحم ربي !!! رفقا بالأطفال ... رفقا بهم وازرعوا بهم رفض الظلم والقهر ولا تكرروا على مسامعهم أبدا ( من علمني حرفا صرت له عبدا!)... علموهم عندما تسألونهم ماذا تريدون أن تصبحوا عندما تكبرون .. علموهم أن يقولوا نريد أن نصبح سعداء !