إن الإلتزام بأنظمة الإقامة في أية دولة من دول العالم والتقيد بقوانينها إلزامية وواجبة , ويتقيد بها كل شخص يحمل خلفية ثقافية راقية تعكس صورته وصورة مجتمعه في المقام الأول لدى الدول في شتى البقاع. وتعد حملة التفتيش "واسعة النطاق" التي تقوم بها كل من وزارة الداخلية ووزارة العمل للكشف عن العمالة المخالفة لأنظمة الإقامة في السعودية من أجمل وأقوى الحملات التي كشفت للأسف العدد المهول "للمُخالفين" المقيمين في بلادنا وكشفت كذلك تلاعب وتهاون بعض الشركات "الكبرى والصغرى" وتسترهم على تلك العمالة بعدم التبليغ عنهم وتوظيفهم ومساعدتهم على العمل في أرض الوطن بطرق غير نظامية وسليمة , وكل ذلك كان من أجل تقديم المصلحة الخاصة "للجهة المُشغلة" على المصلحة العمومية للوطن. لكن تلك الخطوة كانت لازمة لتصحيح أوضاع جميع المُقيمين "الأجانب" للحد من الفوضى والمشاكل ولتسهيل محاسبة المخالفين منهم للأنظمة والمعتدين على الحقوق العامة والخاصة للمواطنين. فبعد "أحداث منفوحة" والشغب الذي قام به عدد من المخالفين من الجنسية الأثيوبية من مهاجمة للمواطنين بالحجارة والأسلحة البيضاء حتى أصابوا عدداً منهم وتضرر كثير من أصحاب المحلات التجارية , كان لابد من الضرب بيد من حديد على كل معتدي , ولم يكن هناك أي قصور من الجهات المعنية وقوات الأمن حيث باشروا الموقع وتعاملوا مع ذاك الشغب بالشكل المناسب. وكان الرائع في هذا الأمر هو مساندة أبناء الوطن لرجال الأمن ومساعدتهم على فرض السيطرة وضبط المخربين و المعتدين وردعهم والتعامل مع الآخرين دون المساس بإنسانيتهم ,و هذه الصورة التلاحمية الرائعة غير مُستغربة على أبناء هذا الوطن , فهم يقفون وقفة رجل واحد بجانب قوات الأمن في الأزمات والشدائد والمواقف التي تحتاج لأن يتلاحم المواطن ورجل الأمن ويضعون أيديهم في أيدي بعضهم لاستقرار الأمن وعدم زعزعته في أي منطقة من مناطق المملكة كما فعل الأثيوبيون في منفوحة والذين بلغ عددهم أكثر من 750 ألف مُخالف. هذا العدد المهول الذي "استوطن الوطن" حتى أصبحوا يتمنون الموت في شوارع منفوحة عن الموت تحت أشجار وطنهم ! وليتهم فوق كل هذا كانوا "نظاميين" ويكسبون لقمة عيشهم بالحلال , بل مستوطنون ومُخالفون كذلك. وفي الواقع أنا لم أر في حياتي على سبيل المثال:سباكاً أثيوبياً أو نجاراً أو سائق أجرة أو ما شابه , وللأسف لم أر وأسمع إلا "بلاوي" من اختطافات وسرقات وقتل وبيع للخمور وإدارة للدعارة وترويع للآمنين! وحتى لا يتهمني البعض بالعنصرية فلست كذلك لا أعمم رؤيتي وأقول الغالبية وكفى الله المؤمنين القتال. وقبل أن أنتهي أقول لرجال الأمن وللمواطنين في هذا البلد الأمين:"بارك الله فيكم وسدد خُطاكم وكفاكم شر المُعتدين". ورحم الله الأمير نايف بن عبدالعزيز حين قال:"المواطن رجل الأمن الأول" -رحمه الله- وتأتي الحادثة في ذكرى يوم وفاته حين أرخ التاريخ كلمته وكأن القدر كان يُعزينا في رحيله ويؤكد لنا بعد نظره وعُمق ما قاله حين كُتب على تاريخ وفاته في التقويم: "أمن الوطن مسؤولية الجميع" .. وهو بالفعل كذلك يا سيدي الراحل من دُنيانا والحي في قلوبنا.