وقَّع أكثر من ثمانين ألف احتجاج على الاحتفال الذي يقام في اسبانيا تحت عنوان "ضرب الثور حتى الموت" ويقال إن منظمات الرفق بالحيوان جمعت توقيعاتهم لتقديمها إلى البرلمان الاسباني وذلك للتعبير عن رفضهم لهذا التقليد العنيف. ذكرني هذا العمل – المأساوي – في حق "الثور" الذي يمارس ضده بكل عنف بقصة الفلاح الذي كان عنده "ثوران" في مزرعته وذات يوم حضر إلى مزرعته فوجد أحد الثورين قد عاث في البستان فساداً حيث عبث بكل المزروعات أكلاً واتلافاً فكان أن ذهب الفلاح وأتى بسوط غليظ وراح ضرباً عنيفاً على ظهر ذلك الثور الآخر الذي كان في حظيرته – مربوطاً – فقال له أحد المرافقين: إنه مربوط ولم يفعل شيئاً في المزرعة وأن العقاب يجب أن يكون ضد ذلك المفلوت في المزرعة والذي قلب عاليها سافلها.. فقال له دون أن ينظر إليه وهو يرفع سوطه هاوياً على ظهر الثور المربوط: إن هذا المربوط أكثر فساداً من هذا المنفلت.. هذه القصة بكل تأكيد لها أبعادها المتعددة والتي تعكس حالة كثير من "الخلق" فأنت تراه لا ينبث بكلمة ساكت لكنه السكوت "الماحق" بما يملكه من دهاء وخبث رخيص.. وترى ذلك الذي "لسانه" يسبقه فلا يدري ماذا يقول أو ماذا يسببه من ازعاج للآخر بما يقول بسلاطة لسانه. والذي يصفه البعض بأنه "أهوج" أو مدب. مع انه انسان لا يرمي الى الايذاء أبداً فهل هو حال كل من هو كافي خيره شره على نفسه أم ماذا؟.