في مثل هذا اليوم الأغر من كل عام نتذكر - نحن أبناء هذا الوطن الغالي - من خلاله سيرة الملك الموحد عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود الذي تمكن مع كوكبة من الرجال الأبطال الذين عقدوا العزم على استرداد حق سلب بقيادته في 5 شوال 1319هجرية من مدينة الرياض، فسطروا بطولات تاريخية في توحيد هذا الكيان الشامخ استمر اثنين وثلاثين عاماً في الفترة من عام 1319ه (1932م) إلى عام 1352 هجرية إذ بدأ بتوحيد المناطق تدريجياً، وجهته الأولى: جنوب مدينة الرياض بعد انتصاره في بلدة الدلم القريبة من الخرج، فدانت له كل بلدان الجنوب: الخرج والحريق والحوطة والأفلاج حتى وصل إلى وادي الدواسر والبلدان التابعة لها. وفي المرحلة الثانية من ملحمة التوحيد توجه إلى منطقة الوشم فدخل بلدة شقراء ثم واصل زحفه صوب بلدة ثادق ثم انطلق إلى منطقة سدير، فدخل بلدة المجمعة. وفي الفترة من عام 1321هجرية (1903م) إلى عام 1324 هجرية (1906م) تمكن من توحيد منطقة القصيم بعد معارك حاسمة وفي المرحلة الثالثة (الأخيرة) من ملحمة التوحيد اتجه إلى البقاع المقدسة بمكة المكرمة والمدينة المنورة فمدن الساحل الغربي (المنطقة الغربية) فدانت كل بلدان المنطقة, ووصل زحفه إلى حدود اليمن جنوباً، وحدود الأردن شمالاً، وامتد غرباً إلى البحر الأحمر وشرقاً إلى الخليج العربي. وفي 17 جمادي الأولى عام 1351 هجرية وحدت كل أجزاء الدولة في نجد والحجاز تحت اسم واحد: "المملكة العربية السعودية" وأصبح لقب الملك عبدالعزيز: "ملك المملكة العربية السعودية" واتخذ شعار الدولة: "سيفان متقاطعان بينهما نخلة". وأصبح علم الدولة: لونه أخضر مستطيل الشكل تتوسطه شهادة التوحيد: "لا إله إلا الله، محمد رسول الله". وفي يوم الخميس: 21 جمادى الأولى 1351 هجرية، الموافق 23 سبتمبر (ايلول) 1932م أعلن يوماً لتوحيد المملكة العربية السعودية وهو اليوم الوطني الذي نحتفل به في كل عام تخليداً لذكرى ملحمة البطولات التي قادها المؤسس البطل الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - على مدى اثنين وثلاثين عاماً بعد استرداده لمدينة (الرياض) عاصمة أجداده وآبائه على رأس حملة من أقاربه وأعوانه وكان عمره - آنذاك - ستة وعشرين عاماً استطاع أن يضع اللبنة الأولى لهذا الكيان الشامخ بعد أن تنازل له والده الإمام عبدالرحمن بن فيصل آل سعود عن الحكم والإمامة في اجتماع حافل بالمسجد الكبير في مدينة الرياض. توحد الشمل في جزيرة الإسلام والعروبة تحت قيادة القائد الرائد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وتوحد الكيان الكبير المملكة العربية السعودية.