بالتأكيد فان العجائب .. والغرائب .. والغرائب .. لا تنتهي .. ففي كل حين تصدمنا التقليعات في كل الدنيا .. وهي لا تلتزم بالأخلاق .. ولا بالذوق وتهبط بالمستويات .. والمؤديات .. إلى درجة تستحق الشفقة وتأخذ بكل القيم إلى ساحات الخلط.. والانفلات .. فتدمر الذوق .. وتقصم ظهر الأداء المتناسق والجميل والفاعل .. وإذا سألت يقولون لك إنها الموضة .. وإنه الابتكار .. وإنها روح العصر!! ومن غير المعقول .. ولا المقبول أن نقبل بهذا الابتذال .. وهذا السقوط .. حتى الفن وهو يؤدي رسالة سامية من الإبداع الملتزم .. واثراء الأحاسيس .. ودعم الروح بالجمال .. أصبح غارقاً في الشطط.. مترنحاً بالخروج على قوانين الإمتاع والإبداع .. طائشاً في حالة نزاع دائمة. ولا تقولوا "الجمهور عايز كده" لأن هذا الجمهور ظل راقياً .. سامقاً .. سنوات طويلة عندما كان الفن رسالة سامية تملأ النفوس بالحب ..والأمل ..والأحاسيس الشاهقة بعيداً عن السخف .. والإبتذال. اليوم 90% من الإنتاج الفني أصبح يعتمد على العري.. وعلى الهز.. وعلى الشخلعة .. وعلى الحركات الفاضحة .. وسط صخب وزحام وتهافت يجلب الغثيان.. ويميت الجمال .. ويهوي بكل المشاعر والأحاسيس الحالمة. وفي الزميلة جريدة الرياض قدم أحد المتضررين من هذا الفن الساقط رؤية عن ما فعلته (هيفاء وهبي) حينما نشرت مؤخراً صورة من كليب لأغنية جديدة تجمعها بوائل كفوري بعنوان (أنا عم بحلم) وظهرت فيها وهي تنام في (البانيو)!! وكأن أحلام هيفاء وهبي لا تأتي إلا في البانيو!! وجاءت سقطة هيفاء وهبي الجديدة بعد أن طرحت (اليسيا) هي الأخرى كليبها الجديد (تعبت منك) وظهرت فيه أيضاً في البانيو!! ويضيف صاحب هذه الرؤية بأنه قد سبقت سقطات عديدة ولم تزل لعدد من الفنانين الكبار والمعروفين مثل سقطة راشد الماجد في كليب (مشكلتي) ومروراً بكليب (البرتقالة) وكليب (آي آي) لرويدا المحروقي وكليبات فارس كرم وميريام فارس وغيرهما. ونتساءل هنا:ماذا بعد دخول الفن إلى البانيوهات؟! وأغلب الظن أن المشوار سيطول وسيدخل الفن إلى المزيد من غياهب السقوط مادام أن الجمهور أو بالأصح معظمه قد ارتبط بهذا الابتذال .. وأصبح يتابعه .. ويعجب به.. ويركض نحوه أبداً.. خالص العزاء للفن ..وكل المواساة لمن يعشقون الفن الأصيل .. فلقد دخل الفن في البانيو ..لا حول ولا قوة إلا بالله. آخر المشوار قال الشاعر: والمرء في هذه الدنيا تسيره نفس تعف عن اللذات أو تهفو