وصل الفن العربي إلى مستوى من الانحطاط لم يبلغه خلال عمره الممتد لأكثر من مئة عام، فبدلاً من أن يتنافس المطربون على الحصول على الكلمة الجميلة والنغم البديع مثلما كانت الحال عليه أيام «الزمن الجميل»، أصبحوا الآن يتنافسون على السقوط أكثر فأكثر في تفاهات لا تعبر إلا عن انحدار ذوقي فادح. ولعل آخر الأمثلة على هذا السقوط ما فعلته هيفاء وهبي حين نشرت مؤخراً صورة من كليب لأغنية جديدة تجمعها برامي عياش بعنوان «أنا عم بحلم»، وظهرت فيها وهي تنام في «بانيو», من دون أن توضح العلاقة بين الأحلام وهذا المكان!. ويأتي ذلك بعد فترة بسيطة من طرح إليسا لكليبها الجديد «تعبت منك» الذي ظهرت فيه أيضاً في البانيو!، وكأن المنافسة الفنية بينهما انحصرت في هذا المستوى المتدني ذوقاً وأخلاقاً. وما يؤسف له أن هذا السوء يأتي ممن يعدون نجوماً للصف الأول في العالم العربي، ولو وصفنا الواقع على حقيقته لقلنا بأن هؤلاء لا يمثلون الفن العربي الأصيل، بل لا يمتون للفن بأي صلة، وهم مجرد نجوم استعراضيين سطحيين يعتمدون على الشكل لا الجوهر، وما هبوطهم إلى مستوى «البانيو» إلا تأكيد لمستوى ذوقهم المتدني الذي لا مكان فيه لفن ولا لاحترام.حمى «البانيو» التي استشرت هذه الأيام في ساحة الفن الغنائي ليست إلا تتويجاً لسقطات سابقة ارتكبها «كبار» النجوم العرب بدءاً من سقطة راشد الماجد في كليب «مشكلني» ومروراً بكليب «البرتقالة», وكليب «أي أي» لرويدا المحروقي وكليبات فارس كرم وميريام فارس, والتي جعلت الغناء العربي يقترب أكثر وأكثر من «الحسية» ويبتعد عن ساحة الشعور الراقي. ويبدو أن الهبوط سيستمر إلى مرحلة ما بعد «البانيو» طالما أن نجوم الصف الأول لم يعودوا يخجلون من أعمال بهذا المستوى؛ بل ويتباهون بها أمام جمهورهم الكبير مثلما فعلت هيفاء وهبي. إليسا