يبدو أن شعوب العرب تَناستْ مصطلح (الربيع العربي) الذي تغنّت به عامين. و البركة في دمويّةِ أطرافِ سوريا، و شراسة أحداث مصر، ثم في مأساة ليبيا، و مجهولِ مَصيرِ اليمن، و تَذَبْذبِ تونس بين التّرنُّحِ و السقوط. بل إن شَرر نار الثورات تَطاير لدول الجوار فألقى بكآبته على أحوالها رغم استقرار أوضاعها. لم يعد أهلُ بلاد الثورات وحدهم متضررين من فوضاها و دمائها و انقساماتها و تزييفِها و فقدانِ السيطرةِ على أحوالها. أصبح إخوانُهم العرب في كل الدول يُمسون و يُصبحون على مسارِ مخاضاتها و مَدّها و جَزْرِها. لسانُ حالِهم "اللهم حواليْنا و لا عليْنا". لكن الشّرر في حد ذاتِه ضرر، و المَرْأى قد يَؤولُ عدوى، و صاحبَ التّحيّة قد يُصبح ضحيّة. خدعونا بقولهم (ربيع)..و النتيجة حالٌ (وَضيع). Twitter:@mmshibani