فقدنا مصر ولبنان وسوريا كوجهات سياحية، وانتعشت وجهات سياحية أخرى منها السياحة بمنطقة الخليج، ونجد اليوم أن دول مجلس التعاون الخليجي تحقق حضورًا فاعلاً ومؤثرًا على خريطة السياحة العالمية،وبعض الدول نجدها تفوقت على كثير من الدول التي سبقتها في ولوج عالم السياحة بعشرات السنين. في موسم السفر في السابق كان السائح الخليجي يبحث عن راحة البال الذي بات مفقودًا اليوم، فتحولت الوجهات في الغالب إلى منتجعات صحيّة من أجل الانفصال عن الحياة المليئة بالضغوطات المحلية والدولية، ومن أجل رعاية صحيّة تقدّم من خلال طبيعة خلابة. الخليجيون اليوم يبحثون عن الهدوء النفسي، ويُسارعون إلى السفر في أي وقت من السنة فما بالنا بالعطلة؟، الجميع اليوم يعيش حالة من التوتر الداخلي إما من مخاوف داخلية أو بسبب الأحداث المؤسفة بمصر وسوريا التي بات الإعلام لا يتحدّث عن سواها، وبالرغم من المشاريع الوطنية التي تنفذها دول مجلس التعاون الخليجي إلا أن ذلك لن يغني عن السفر فالجميع يبحث عن الاستجمام. السائح الخليجي اليوم يتجه إلى دول الخليج المجاورة، لذلك استنفرت الإجازة الصيفية طاقات الفنادق في دول الخليج، وتعتبر هذه الأيام موسمًا مهمًا من الصعب التفريط فيه أو عدم استغلاله بالشكل المطلوب، ونجد أن دول الخليج تتشابه في أماكن الترفيه التي تقدّمها للسائح بشكل عام، والأسرة الخليجية في السياحة برنامجها واحد بين قضاء وقت في الفندق أو الاستجمام في مرافقها، والتجول في مراكز التسوق المكيفة، والجلوس في المقاهي، والدخول إلى السينما إلا أن الاتجاه إلى أحد الدول الخليجية المجاورة نوع من أنواع كسر الروتين، والتجديد في الإجازة. السياحة مصدر مهم لتحقيق النمو الاقتصادي لدول الخليج تحديدًا، ولكن كيف أن هذه الثروة تكاد معدومة رغم الإنفاق الضخم على برامجها، والازدواجية في نفس البرامج المتعدّدة، في دول الخليج أصبحت نسخًا مكررة من بعضها البعض ولا يختلف إلا مكان الانعقاد، لازمًا علينا تفعيل السياحة الخليجية، خاصة السياحة البيئية، والتي تحقق من خلاله ربط دول الخليج ببرامج سياحية تحقق الفائدة للسائح الخليجي، وبالرغم أن منطقة الخليج اليوم تستقطب سواحًا من دول العالم وإن دل ذلك فإنما يدل على أن السياحة في الخليج في ازدهار، ونظرًا للخدمات التي تقدّمها من خلال برامج ترفهية، وخدمات فنادق عالية المستوى، وأسواق تلبي الاحتياجات، لكن إن جئنا إلى جانب التراث المحلي نجد ضعفًا شديدًا رغم أن لدينا في الخليج موروث جميل، ومناطق تراثية، ومتاحف، وآثار بحاجة إلى تفعيل ليس فقط في استقطاب الأجانب بل أيضًا السواح الخليجيين. من الضروري أن نفعّل هذه البرامج، ونجذب أبناءنا إلى زيارة المتاحف، لابد أن نشعر بقيمة هذه الآثار الموجودة في الخليج والمناطق التراثية من مبان وبيوت قديمة.