ينادي بالإصلاح ومحسوب على النخب المثقفة وبمجرد أن تختلف معه في موضوع يفجر في الخصومة ولا يتقبل النقاش ويقاطعك مهما كان بينك وبينه من صداقة امتدت لسنوات .! هذا ما كشفته لنا مواقع التواصل الاجتماعي فكم من شخصية كنا نعتبرها وطنية وإصلاحية سرعان ما تكشفت عنهم الأقنعة الحزبية الضيقة التي لا تتسع لوطن متنوع الأطياف والرؤى وأصبحوا يقيسون الإصلاح والحقوق على مقياس مكاسبهم منها ولا ينظرون للإنسان أبداً واتخذوا شعار الطاغية (إن لم تكن معي فأنت ضدي ) شعاراً لهم , وتناسوا قول الله تعالى (وجادلهم بالتي هي أحسن ). في قائمة بريدية للأستاذ كمال عبدالقادر تبدوا النقاشات جيدة هناك رغم الإختلاف في الآراء ولكن لانتقائيته لاختيار المتواجدين بعناية فلم أشهد طيلة تواجدي فيها سوى نقاشات رائعة بين نخبة مثقفة من أبناء الوطن ولكن مع أحداث مصر الأخيرة ورفض الشارع المصري لحزب الإخوان المسلمين ومع الأحداث الداعية للفتنة بين المذاهب الإسلامية (سنة وشيعة) تفاجأت كما تفاجأ غيري من الأصدقاء في المجموعة بآراء متشنجة لبعض المحسوبين على التيار الإصلاحي الوطني بكمية الغضب في ردودهم على مقال أرسل للمجموعة يدعو للتقارب ولدرء الفتنة بين المسلمين وكان أصحاب تلك الردود من حملة الشهادات العليا ومن من كنا نأمل فيهم خيراً لصالح الوطن والأمة ولكن للأسف الشديد أن الأقنعة تساقطت فالوقت أصبح يكشف الوجوه سريعاً وأصبح يعري من كان متخفياً خلف الحقوق والإصلاح وهموم الوطن ويضعه في مكانه الصحيح خلف حزبه وأهدافه الضقية التي لا هم له سواها ولو كان ذلك عن طريق إشعال الفتنة والاقتتال بين المسلمين وبين أبناء الوطن الواحد في أوطاننا العربية .! لم يقف الأمر على هذا فقط بل اتضح أن هؤلاء الحزبيين يبيعون صداقة سنين وشراكة وطن لأجل الانتصار لحزبهم في وطن آخر فتجدهم يطلبون الحذف من القائمة ليس بمبرر ازعاج لنعذرهم عليه بل اعتراض على رأي وكذلك يتبرؤون من الصداقة .! للأسف لم يترك هؤلاء المحسوبين على النخب الثقافية شيئاً من تصرفات المنتمين (للقاعدة) سوى أنهم لم يضعوا الأحزمة الناسفة على بطونهم ليفجروا بها المختلفين معهم واعتقد أنهم لم يفعلوا ذلك ولكنهم راضين به من غيرهم لأنهم فقط يطمعون في الوصول للسلطة ولذلك حافظوا على أنفسهم من الموت وصفقوا لغيرهم ولو بالخفاء من الشباب لكي يموتوا في سبيل تحقيق هدفهم ومطمعهم .! علينا جميعاً أن نعي أن الأوطان تتسع للجميع بمختلف مشاربهم وأن ندعوا للحوار والنقاش باستمرار ليس من أجل أن ننتصر لآرائنا بل من أجل أن نزرع أرضية خصبة نلتقي عليها بكل ما فينا من تنوع واختلاف فلن تصنع التشنجات ولا الأحزمة الناسفة سوى المزيد من الدمار لأوطاننا العربية ولأمتنا الإسلامية. @saadalsalem