مَحْبُوبَتِي الرَاقِية

ينبُض القَلب بَين الحنَايا حباً لهَا ، وحُبها فِي دمِي يجرِي ، والفُؤاد بحبهَا أرتوَى ، محبُوبتي التِي عشقتُها حباً بالتوَارث أباً عنْ جَد ، أغَار عليهَا مِن أعدائِها ، ولا أغَار عليهَا مِمَنْ يتَغزلون بهَا غزلاً عُذرياً ، وقَد تغزَل بهَا الكثِير ، وتراقصَت لهَا الكلمَات حُباً وشَوقاَ وحَنيناً ، محبُوبتي ليستْ مِن نسَاء بنِي البَشر ، ولا مِمن تُرسم لهُم فِي الخيَال صُور ، محبُوبتي طاهِرة لهَا الأفئِدة تَهوى ، ويعشقهَا مِليارات البَشر ، وقلوبهمْ بِها مُتعلقة ، مَكة المكرمَة يا مَهد الصِبا ، ومَدرج الخُطى ، ومَرتع الطفُولة ، ومَلجأ الكهُولة ، ومَنبع الذِكريات ، ومَوطن الآباء والأجدَاد ، ومَأوى الأبنَاء والأحفَاد ، يا أطْهر بقَاع الأرضْ ، يا قِبلة المسلمِين ، يا حَاضنة بَيت الله العتِيق بَين جِبالك ، أكرمَك الموْلى بقيادة كَريمة تبذل الكثِير الوفِير لتكُوني مِن أروَع مُدن العَالم جملاً وبهاءً وعمراناً .
فهَاهِي المشروعَات العِملاقة تُعتمد مِن قِبل خَادم الحرمِين الشريفِين مليكنا الحبِيب عَبد الله بن عَبد العزيز – حَفظه الله - تُقام عَلى أرضهَا بَدءاً بِتوسعة البَيت العتِيق والساحَات المحِيطة بهْ وغيرهَا ، ممَا تَولد عَن ذَلك إتسَاع الرُقعة السُكانية فِي جمِيع الإتجاهَات حتَى تَعدت حُدود الحَرم ، ونَشأت المخططَات العُمرانية السَكنية الحدِيثة المعتمَدة مِن قِبل أمَانة العَاصمة المقَدسة هُنا وهنَاك ، وسُميت بالأرقَام العَددية ، وقَد سَاعد عَلى عُمرانها قُروض صَندوق التَنمية العَقاري التِي فَقدت هَوية الإنتِظار الطوِيل بَعد دَعمه بمليَارات الريَالات بِتوجيه كرِيم مِن أبْ حنُون ، والتعويضَات لِتلك الدُور المزالةْ لصَالح التَوسعة والمشروعَات المرافِقة ، هُناك أَمر أتمنَى أنْ تتدَاركه أمَانة العَاصمة المقَدسة ولا سِيما أنهَا الآن تَقوم بتسمِية الشوَارع ، فحَبذا لَو أطلقَت عَلى تِلك المخَططات الحدِيثة أسمَاء الحوَاري التِي أزيلتْ لقيَام تِلك المشروعَات التِي سَتجعل محبوبَتي مِن أرقَى مُدن العَالم بدلاً مِن الأرقَام العَددية ، لِكي لا تُنسى أسمَاء تِلك الحوَاري العتِيقة مَع مُرور الأيَام ، وتفقِد هَويتها كُلياً بَعد أنْ يَرحل الجِيل الذِي عَاصر الحيَاة فِيها .
وجْهة نَظر أتمنَى أنْ تنَال إستحسَان سمو أمِير مَنطقة مَكة المكرمَة ، ويُبقي هَوية الأسمَاء لحوَاري مَكة المكرمَة بِإطلاق أسمائهَا عَلى المخططاتْ الجدِيدة لِتتعرف عَليها الأجيَال القَادمة .
والرأي الصائِب لِسموه الكرِيم ، فَهو أحَد أبنَائها البَررة .