لم تكن فكرة التاجر الصغير مجرد مشروع لتوعية طلاب وطالبات في المراحل التعليمية المختلفة. وإنما فكرة تؤسس جيلا من الشباب والمواهب القادرة على الاعتماد على الذات والتخطيط لمستقبل واعد، وفتح آفاق في عالم الأعمال الذي توجد به مئات الفرص التي قد تغيب عن كثير منا.فعلاً إنها فكرة جيدة تستحق التكرار والتعميم على مختلف إمارات الدولة، فالطالب في هذه المرحلة تصقل مواهبه، وتنفتح له آفاق واسعة يستطيع أن يحقق من خلال تلك الفرص التي سنحت له نجاحا باهرا ومشاريع حيوية يخدم بها وطنه ومجتمعه. لا شك أن لدى جيل المراهقين أفكارا يكاد يكون بعضها ضربا من الجنون، ولكن العديد من تلك الأفكار التجارية قابلة للتطبيق على نطاق واسع، وقد يستطيع المجتمع استنباط أفكارها وتبنيها وتحويلها لمشاريع خدمية تخدم المجتمع. إطلاق العنان أمام ذلك الجيل الشاب يعد مطلبا ضروريا، وفتح المجال أمامهم يعد جزءا من اكتسابهم خبرة مختلفة تؤهلهم لأن يكونوا أعضاء فاعلين ناجحين في مجتمعهم، ومقدمين لخدمات جليلة له. الكثير من الشباب الذين منحوا الفرص الكافية، استطاعوا أن يشقوا الطريق ويثبتوا أنفسهم ويفرضوا تجاربهم الهادفة ومشاريعهم الحيوية.كما أن الاعتماد عليهم في هذا السن يشعرهم بالمسؤولية، ويعطيهم الثقة الكاملة بأنهم يستطيعو أن يحققوا النجاحات في مختلف مشاريعهم، أعتقد أنه لابد من تعميم الفكرة، ونشرها بين جيل الطلاب بشكل أكبر فذلك يساهم في إيجاد الفرص المتنوعة والمختلفة للطالب. لاشك أن المشاريع الصغيرة لها المردود الاقتصادي الذي لا يستهان به على الدولة، ومشروع التاجر الصغير، لا بد أن يستمر، ويوفر له الدعم المناسب والكامل حتى يعود بالنفع على المجتمع بأكمله.كما لابد من توسيع دائرة النشاطات المسموح بها للتاجر الصغير، وإيجاد التراخيص اللازمة له، وفرض الشروط المطبقة على التجار، حتى يستطيع أن يستمر، ويسعى لتحقيق المزيد من الإبداع والابتكار.كما تعلمون «التجارة فن وشطارة» حالها كحال باقي المواهب فالممارسة المستمرة لها تنميها، والتوقف عنها والابتعاد عنها قد يجعل من برعوا في تلك المسابقات المقامة ينجذبون لقطاعات أخرى ويبتعدون عن هذا القطاع. نحن بحاجة ماسة لتنمية مهارات الكوادر المواطنة في شتى المجالات فهناك نشاطات تجارية مازالت إلى الآن يستحوذ عليها وافدون، والمواطن للأسف كفيل صوري، إما لأنه لا يرغب في أن يمارس ذلك النشاط بنفسه، أو لعدم معرفته وإلمامه بجوانبه التجارية المختلفة.