وأنا أكتب هذه المقالة أقرأ بياناً للدفاع المدني بجدة (22) فرقة وفي وقت واحد تكافح حرائق أودت بحياة شخص وتلتهم مصنعاً و3 مستودعات بجدة الثلاثاء الماضي . والحقيقة ليست هذه المرة الأولى ولا العاشرة ولن تكون الأخيرة التي أتحدث فيها عن مرفق هام من مرافقنا الحكومية المهمة ذات الخدمات الجبارة ، وسبق أن أشرنا إلى أهميته وإلى مدى ما يؤديه من مهام جسام ممثلة في الدفاع المدني ، ولعل الشهادة الأكثر إستقاقاً وتأكيداً مايقوم به الدفاع المدني في كل موسم حج حينما تتكاتف الجهود وتتبلور الخدمات إلى أعمال جليلة في الميدان ، إذ يعتقد البعض وسيما العامة من أن دور الدفاع المدني يتوقف عند وقوع الحدث ، وهذه نظرة قاصرة وظالمة ، ربما كسرتها الحوادث التي نشاهدها على الأرض يومياً ،وأعتب فيها على الشؤون العامة بهذا المرفق التي ناشدتها أكثر من مرة بأن تواكب التطور وتنشط في إيضاح الصورة الصادقة عن هذا المرفق ، ولا يمكن ترجمة ذلك مالم نلمس أن دورالدفاع المدني يجب أن يسبق الحدث ، بل ويكون له في الغالب دور في درء الخطر بصفة عامة قبل وقوعه ، لذلك كم كان هنالك من كوابيس مخيفة أزاحت خطر وقوعها بتوفيق من الله حسن إستشعار الخطر قبل وقوعه ، فكانت سبباً بفضل الله في الوقاية من مخاطره ولا أدل على ذلك في النجاح في مواسم الحج، إذ أن هنالك مهام تسبق التعامل مع الحدث ، أصبحت بفضل الله وقائع ملموسة . وأنا هنا لست بصدد التطرق إلى مهام ومسؤوليات هذا المرفق فهذا يحتاج إلى مجال أرحب وتغطية أشمل وسبق أن تطرقت لها هنا كثيراً وأخيراً تحت مقال ( الدفاع المدني فزاعة ) استحث في الهمم إلى ماهو أفضل ، وهذه الإشارة تعمدتها حتى لا يتساءل أحد أين الإيجابيات إذاً ، فمع حرص الدفاع المدني بجدة على نقل الورش خارج المناطق الآهلة وكما ذكرت في مقالة سابقة ، فوجيء الأهالي مؤخراً بإنشاء معرض ( القايد) بحي البوادي بشارع صاري وبخديعة كبرى لانعلم كيف مررت على كل من ( أمانة جدة ) و( الدفاع المدني ) بينما حقيقة الأمر هي في الخلف ( ورش سيارات ) أصبح أثرها السلبي بيئياً واجتماعياً واضحاً للعيان مع كثرة الضجيج والسيارات السكراب وأصبح ما حول المعرض يشكل بيئة رافضة للتطور وخطر كوارثي محدق بالحي. كتبت من قبل وقلت ، إن حال الورش في المنطقة الصناعة بالنزهة شمال جدة وشارع الإسكان ومخطط الأمير متعب والخمرة وضع مزري وخطير جداً ويؤكد أنه لامرور للدوريات الميدانية وإلا كيف تكون تلك الصور ثم كيف يمكن لمعدات الدفاع المدني دخول تلك المنطقة بذلك السوء ؟ في كل من ورش شارع الإسكان وورش النزهة بجدة أندلعت خلال أسبوعين أكثر من (5) حرائق كبيرة كان آخرها حريقين في الأسبوع الماضي في ورش النزهة وجاء تعقيب الدفاع المدني نصاً كما يلي : "أنهى قسم التحقيق بإدارة الدفاع المدني بمحافظة جدة الكشف عن ملابسات حوادث الحريق التي وقعت في المنطقة الصناعية شمال محافظة جدة في الأسابيع الماضية ، وذكر العقيد سعيد سرحان أن التحقيق جرى بمشاركة فعالة من قبل خبراء الأدلة الجنائية وفريق رفع العينات بشرطة محافظة جدة وتم التحقيق في حادث وقع صباح يوم الأحد 24 /6 /1434ه في مجموعة ورش وحادث آخر وقع عصر يوم الجمعة 30 /6 /1434ه ومن خلال التحقيق توصلت النتائج إلى أن سبب الحادثين يرجع إلى أعمال لحام دون توفر وسائل السلامة في منطقة العمل".نعود إلى مقال سابق كتبته هنا أيضاً تحت عنوان ( الدفاع المدني الوقائي ) أين ياترى دور الدوريات الأمنية الوقائية فكما في بيان الدفاع المدني لايوجد وسائل السلامة ، وهي ورش قائمة منذ سنوات ولكن يظهر أن الرقابة تحتاج إلى تفعيل. هذه الملاحظات نطرحها دائماً دون أن تجد صدى مما يجعل دور الدفاع المدني في الأخير وكأنهم فزاعة لايعنيهم الحال قبل وقوع الحدث وبذلك تضيع كل الجهود وتتقزم كل الإمكانيات،لاسمح الله، هذا وبالله التوفيق .. جدة ص ب 8894 فاكس 6917993