بعد ثورة يناير التي حكى عنها العالم واجمع علي رقيها وتماسك المصريين وتكاتفهم كل منهم خرج ليؤدي دوره نحو الوطن وجميعهم علي استعداد تام للتضحية متأهب للاستشهاد فداء مصر فلم نسمع وقتها صوتا غير صوت التماسك والوحدة فكانت خلفية وانعكاسا رائعا جميلا بهر العالم بتنظيمه وصلابة التماسك لجموع المصريين ولم نسمع عن تقسيم المصريين ولا تشكيك ولا تخوين , حتى تمت الاطاحة بالنظام وانتهت الحرب بعد فقدان خيرة الشباب المصري الذين ضحوا بأرواحهم لكي يحيا الباقون بحريه وكرامة وعدالة اجتماعية. واستمر الشد والجذب طيلة عام كامل وجاءت الانتخابات لتعلن عن أول رئيس مدني منتخب وتبدل بعدها كل شيء تبدل الحب بالكره والأمان بالخوف والوحدة بالانقسام والسلم وبدأت الحرب الباردة وكأن الثورة اخرجت أسوأ ما فينا بعدما كان الكل يتضامن معنا أصبحت المشكلة الكبرى هي كلمة مصري التي بعدما ظلت علي مر العصور والأزمنة كلمة واحدة أصبحت مفتتة ومقسمة لعدة تصنيفات ناهيك عن حالة الكره والبغضاء والتخوين والتضليل وكأن ثورتنا جاءت لتقسيمنا بدلاً من تجميعنا اصبحنا نتعامل بمبدأ من ليس معي فهو ضدي ومن يختلف معي في الرأي فهو عدوي اصبحنا نكره اكثر مما نحب نحقد اكثر مما نتمنى الخير للآخرين افتقدنا روح الفريق والعمل الجماعي اصبح كل منا يسعى لمصلحته الخاصة فقدنا روح التآخي والتكاتف وأصبح كل منا شريدا في عالمه متصلبا بآرائه اصبح كل واحد فينا يحمل في قلبه البغض للآخر واصبح الفكر السلبي مسيطرا علينا بدلا من الوصول للنجاح بالعمل واصبح مبدأ افشال الآخر هو سيد الموقف وراية الكراهية هي العليا اصبحنا جهابذة في التخطيط للسوء ونسينا ان في التجمع قوة وفي التفرق ضعف لذلك انشغلنا بالمصالح الشخصية ونسينا الهدف الاسمى الاهم مصر ، تركنا الاصل وانشغلنا بالجدل العقيم والثرثرة الفارغة اعلنا الحرب الباردة علي انفسنا والتي هي اعلان عن حرب حقيقة وقنابل موقوتة لا تبقي علي اخضر ولا يابس هل فكرنا يوما بالعمل هل انشغل كل منا بحاله هل بعد كل منا عن النظر لغيره هل توقف كل منا على أذى الآخر سواء بالفعل أو بالقول هل التقى واحد فينا بابتسامة صافية وقلب نظيف ومتسامح مع الآخر؟ وبعد كل هذا ننتظر أن تؤتي الثورة نتاجها كيف ؟!كيف تؤتي ثمارها مع الفرقة والتشتت والانقسام ؟هل رأيتم في اي مجتمع انشغل بالثرثرة والعبث الفكري تقدم او نجاح.النهوض بالبلد ليس برفع الشعارات ولا بالتخوين ولا بالانقسام انما التقدم والرقي بالعمل وترك الجدل وانشغال كل منا بشأنه وبمصلحة وطنه لا تضيعوا مصر بالقيل والقال فالبلد لا تحتمل فرقة وشتاتاً ومصرنا لا تستاهل منا هكذا انما تنتظر منا العمل فقط كفانا حروبا باردة نعيب الزمان والعيب فينا .