للقضبان جهتان جهة يشار لها ب «خلف القضبان» والجهة الأخرى ب «خارج القضبان». عادة يكون المخطيء خلف القضبان وأحيانا الأضعف.. في حين يكون الصالح خارجها وربما الأقوى..! في حالة الإنسان والحيوان ربما يتفق الجميع أن من ينتهي خلف القضبان هو الأضعف إما جسدياً وعقلياً أو عقلياً فقط.. فنحن نعلم أننا من خصَ الله بالألباب وميَزنا بملكة الفكر لنتمكن من تمييز الخير من الشر والصواب من الخطأ ونعمِر الأرض. ولذلك ولأننا نستطيع التمييز كتب علينا الحساب والثواب والعقاب بينما تؤول البهائم إلى التراب. عند زيارتنا لحديقة الحيوانات ننظر إليهم ونستهزيء بغبائهم ونضحك.. وينظرون الينا ولا نسمعهم وإن سمعناهم لم نفهمهم.. فيا ترى ماالذي يريدون قوله.. لنا أن نتخيَل..! القرد: لا يعجبكم أنني آكل البراغيث التي أصطادها من بين شعر رفيقي وانتم يأكل الانسان فيكم لحم أخيه ميتاً.. عجبي! البقرة: وعدتم وقلتم إذا باض الديك وقد باض في أقصى الأرض وأدناها فأكنثتم.. ما أكذبكم.. لن توفوا بوعودكم حتى لو حججت على قروني..! الببغان: تسخرون مني لأنني أردد ما أسمع ومنكم فئة على عقولهم أقفالها.. منحهم الله إياها ليميِزهم عنَا فأهدروها وأغمضوا أعينهم لتتبع أجسادهم الخاوية على عماها وبدون تفكير أو تشكيك أو تثبُت.. بل أسخر أنا منكم لأني بالنهاية حيوان لا أؤاخذ على جهلي! النعامة: نعم أدسُ رأسي في التراب ذكاءً وتحسُباً للخطر.. وتدسُونه جبناً وجهلاً..! الذئب: ما بال قوم وقع اختيارهم على أمكر الحيوانات وأخبثها وأخدعها وأخونها فامتدحوا رجالهم بأسمائها ينادونهم بإعجاب «يا ذيب» وحثوا أبناءهم ليمتثلوا بها مردِدين عليهم «خلَك ذيب» ثم جاءوا بعد حين ينتحبون من «الذئاب البشرية» التي انتجوها..! ألم تسكن الحيوانات الأرض قبلنا.. أليست هي من علَم قابيل كيف يداري سوأة أخيه و يدفنه؟ من علم الإنسان أن عليه أن يصيد ليأكل ومن علمه كيف يصيد؟ وكيف يتخذ كسوة ومسكناً؟؟ نتعالى على الحيوانات التي وجدت لغرض أكبر مما ندرك.. وإنَما اختلاف أشكالها وأحجامها وألوانها وأساليبها كلها لها دلالات ووراءها دروس تعليميَة وحكم تربويَة للإنسان. نعم نتعلَم من الحيوانات، ولكن المفترض أن نأخذ هذا العلم ونستخدم ملكتنا الفكرية التي تميِزنا عنهم في تطويره والبناء عليه وإلا فنحن وهم سواء ولهم علينا درجة..! ولاتزال الحيوانات موجودة أبد الدهر لتذكِرنا بما أغفلنا عنه عقولنا وترينا سوآتنا علَنا نعقل..! @tamadoralyami