هذه الحياة الدنيا عجيبة صفحة فيها تعرض كأنما هي وجه الجحيم. فإذا الدنيا كلها آلام.. والطريق كله أشواك. وإذا النفس الانسانية. كلها آلام والطريق كله أشواك.. وكلها مآسي لا رجاء لها فيه وضيق لا مخرج لها منه..وصفحة منها تعرض كأنما هي طلعة الفردوس.. فإذا النفس الانسانية تتطلع إلى هذه الحياة. وكأنما ترتادها أول مرة وفي رحابها الفسيحة آفاق الأمل. لا تأخذها الأبصار.وليس بين هذه الصفحة وتلك إلا مقدار ما يتحول النظر من صفحة إلى صفحة في كتاب. فهل تعرف يا صديقي أين هو الحق. والباطل؟. هذا الموضوع في اعتقادي فيه تباين في نزعاتهم..وكثير من الناس خافوا وحق لهم أن يخافوا لأنهم خشيوا أن يختل لهم التوازن قبل أن يصلوا إلى الحقيقة. لا كما أقدمت عليه أنت واستعجلت في الأمر ووجهت الاتهامات بسرعة. فإنني رأيتك بالغت في قولك وتماديت فيه.وإلى متى أراك تمنح نفسك حقوقاً ليست لك. وأخذت مقعداً غير لائق بك.. وأراك تردد القصص التي أسمعتني ولربما ستتمادى بأكثر وإلى متى.. وهل تستطيع أن ترفع هذا الكأس التي جرعتني على غيري. وأنا لست آسفاً على ما قلت.. ولكن على قلبي الوفي، قلبي الذي لم تعرفه.. يا من على فراش المرض كلمتني، أنا لا أبكي منك بل أبكي عليك..لقد سددت في وجهي الطريق.. وزعمت ما زعمت حتى أن الرفاق لا زالوا يتباكون حتى الآن.. فلماذا هذا الجفاء، فأنا لست آسفاً على ما قلت لكن على قلبي الوفي.يا من جعلت جسر الدموع في نفسي وأسأتني.. أنا لست أبكي منك بل أبكي عليك.ماذا لو أنك يا رفيق العمر قد أخبرتني انتهى أمري لديك فجميع ما «وشوشتني» أيام كنت تحبني قد بعته في لحظة وبعتني..لا تعتذر .. لا.. لا.. فخطوط كلامك تلمع في وجنتيك. فلقد نسيتني من بعد ما كنت النور بناظريك إنما لست آسفاً على كلامك ولكن على قلبي الوفي ، قلبي الذي لم تعرفه بعد..فنصيحتي أن تجعل نفسك ميزاناً بينك وبين غيرك. ولا تظلم كما لا تحب الظلم. يقول المثل: شن الغارة على منع نصب الستارة. مكة المكرمة