لولا بقيةٌ من عقل وسحنة وقار وسيماء نبل ورثها عن بعض أسلافه، لترك هذه الشرفة اللعينة وانضم إلى هؤلاء المطروحين أرضًا على كثبان الرمل الناعم يسامرون آخر فلول النجوم ؟! " عمّي يا جمال قُم شِدلي حمولي على طريق نعمان يا ويل حالي " .. وتعيده أجواء الكلمة الحالمة إلى دنيا صغيرة وبسيطة .. يتكئ إنسانها المرهف الحس على جذع أمنا النخلة في الشرق، ويغمس قدميه في الساحل الغربي .. تأخذه فيها، (سمسمية ) نجّار الحارة الراحل (خلَف خليفة)، إلى أجوائها الفنية ، فيلوِّح بيده للبحر .. والسنبوك .. والبابور .. والقطيرة .! " عجايب كنت تهواني وليه اليوم تنساني " .! * * * قالت له معاتبة بعد أن وشى لها به أحد (الأعدقاء) : " يا خسارة تعبي فيك .. لكن ما أقول إلاّ حسبي الله عليك ".! تنهدت بعد أن عضّت أصابعها العشر نادمة على اليوم (الكحلي المقلّم بأسود) الذي رأت طلعته البهية فيه : " ماذا لو انك يا رفيق العمر قد أخبرتني أني انتهى أمري لديك.. فجميع ما وشوشتني، أيام كنت تحبني قد بعته في لحظتين وبعتني "؟! كلام يقطّع القلب ، لكن (العايط في الفايت نقصان في العقل).. - " روح يا شيخ، الله يهُدك في مشروع توسعة بدون تعويض .. خلصنا من المسلسلات (المكسيكية) ودخلنا في التركية، من (سنوات الضياع ) إلى (الاوراق المتساقطة) .. عيونك بقبقت .. صارت زي فناجين القهوة .. حسبي الله عليك يا بعيد ".! وطفقت تولول على كل المقامات: " يا من صرفت دم قلبي عليك.. واشتريت لك جزمتين، وحدة بُنّي والثانية سودة ، زي عمايلك السودة ".! صاح بصوت يشبه الفحيح ، كما فعل سعيد صالح في العيال كبرت، : ( ما جبتِيهاش حمرا ليه يا زينب ) ؟! خرج متسللًا في غفلة من حكم الساحة ولجنة الانضباط، زاهدًا في الدوري والكاس وكلام الناس ، تاركًا لها الجمل بما حمل ، فصاحت به قبل أن يغيبه الباب، أنا عارفه إنك رايح للبرتيتة : " يا من عشان (شُلة بلوت) تركتني ، أنا لست أبكي منك بل أبكي عليك ".! * * * ** آخر السطور : " وينك يا درب السعادة وين الدليل المساعد ؟ غريب تارك بلاده والأهل من أجل واحد ".!