محزن ومؤسف ما حدث في تبوك الورد من انهيارات واستغاثات واستنجادات أتت بعد قطرات مطر وكأننا في بلد فقير تعجز إمكانياته عن توفير بنية تحتية لتواجه التقلبات المناخية! جميعنا شاهد على ما خصصته حكومتنا الرشيدة من أموال طائلة في سبيل النهوض بالوطن ولكن..ما حدث -لتبوك الغريقة- ما هو إلا نتاج لأيدي فاسدة أهملت المنطقة واستهانت بأرواح البشر وكانت النتيجة غرقاً وهدماً! «نزاهة» اليوم هي أمام محك صعب واختبار حقيقي ومفترق طرق،فلا نريد منها تصريحات صحفية،وبهرجة إعلامية،وتسويفات أماني،نريد واقعاً نشاهده ونلامسه،نريد معرفة صغار المتسببين بكوارث تبوك قبل كبارهم،نريد التشهير بهم ومعاقبتهم ليكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه العبث بأي جزء من أجزاء هذا الوطن الغالي..نريد من» نزاهة» اليوم أن تأخذ من أموال المفسدين في تبوك لتعطي المتضررين من أهالي تبوك،نريد من نزاهة أن تٌلقي ب –كائناً من كان- في غيابة الجُب!..»نزاهة» اليوم إما أن تثبت لخادم الحرمين وللمجتمع السعودي عامة أنها فعلا قادرة على قمع الفساد وردع المفسدين وإما أن تعترف أن حجم الفساد في الوطن أكبر من هيئتها ليتسنى لقيادتنا الرشيدة بأن تخلق نزاهة ثانية وثالثة وعاشرة! رسالة أوجهها إلى أمراء المناطق،أنتم بعد الله صمام الأمان لمناطق مملكتنا ومحافظاتها وقراها،وشُركاء في مكافحة الفساد،فالتفتوا إلى مناطقكم وتابعوا مشاريع الوطن،اجتمعوا بأمناء الأمانات ومديري البلديات بل وحتى بمقاولي المشاريع،أوجدوا مكامن الخلل قبل أن يوجدها –المطر-!،حاسبوا المقصرين قبل أن يتضرر الوطن والمواطن من تقصيرهم،كونوا عوناً لملك وضع ثقته فيكم،لا تتركوا الوطن بأيدي ضمائر ميتة هاجسها الأول كيف تصل بأرصدتها عنان السماء،أبذلوا ما بوسعكم فالتاريخ يسجل المخلصين والمُخ..لص! (وإنه لقسم لو تعلمون عظيم): شباب الوطن لم يُؤدوا القسم يوماً ما أمام الله والملك ورغم هذا نجدهم من أوائل من يزجون بأرواحهم فداءً للوطن عند حدوث الكوارث،فليت كل من أدى القسم أمام الله والملك أن ينظر إلى تفاعل أولئك النماذج ! [email protected] Twitter: @ahmadalrabai