لو قدر لك الاستماع الى حوار بين امريكى وآخر .. من اى طبقه شئت , سواء كانت طبقة المثقفين ام المحامين ام الصحافيين او حتى المجانين او بائعى المخدرات على جوانب الطرق . فانك تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم .. اذ تكتشف انك قد خضت دربآ شائكأ من الدروب والحوارى المعتمه فى اى شارع من شوارع العالم الثالث حتى ولو كان الحوار قد جرى فوق سحاب ناطحته ..فرغم انك تستمع الى الحوار مرغما .. فانك تجد ان بين كل شتيمه شتيمه اخرى .. وبين كل حرف مسبه .. وعند كل منعطف للكلام رذيله من الرذائل .. ثم تكتشف من بعد كل ذلك (ان كنت قد جبت هذا العالم طولا وعرضا) ان المجتمع الامريكى هو المجتمع المتفرد الوحيد فى هذه الدنيا الذى يستخدم الالفاظ البذيئه فى تعامله مع الناس وفى تعامله مع بعضه بعضا.وفى بعض برامج التليفزيون التى من المفترض ان تكون برامج هادفه تربى الناس على حسن السلوك فإنك تجد الكلام الرذيل هو زاد المذيع ان كان مذيعا .. وزاد الممثل ان كان دوره فى الفيلم كلمه او كلمتين .. او حتى البطل الرئيسى الذى يعتمد عليه الفيلم فى ايراده ..تجد كل اولئك انزلقوا الى (سافل) الكلام بحيث لا تغفر لنفسك انك نظرت الى برامج التليفزيون الامريكية. وان كنت تريد فعلا ان تسمع الكلام الامريكى (المنقى) فما عليك الا ان ترى برامج القنوات التى تعتمد الحوار الذى يسمونه (صريحا وعاقلا) ما بين المرأه وصديقها او رجل وصديقته او مطلق ومطلقته مهما كانت نسبة الثقافه التى ينتمى اليها هؤلاء .. فالشتائم التى تستهدف ما تحت السروال زاد الجميع.. وبين ضحكات المذيع وضج الجمهور الذى يرافق تلك الحوارات تجد ان الامه الامريكيه قد هوت الى الحضيض فى الفاظها وتعاملها مما يعيطنا فكره رائده ورائعه عن اخلاق هذا المجتمع الذى نعيش بينه وفى داخله .وقد دعانى الى كتابة هذه الكلمه ما قرأته فى صحيفه عربيه يقول فى بعض فقرات مقاله ما يلى : وهذه الظاهره التى لا وجود لها فى اى مجتمع خارج امريكا لفتت نظر مثقف امريكى اسمه جون اوكونور . وهو كاتب بارز وخبير فى العلاقات العامه , وهو بحكم عمله وموهبته الكتابيه يقابل الكثيرين , لكنه كغيره من الامريكيين ايضا يستخدم الكثير من العبارات السوقيه فى حديثه . وذات يوم قرر الرجل ان يهذب كلامه قليلا , ولكنه اكتشف ان العمليه ليست بالسهوله التى يتصورها , فقد كانت الكلمه النابيه تنزلق على لسانه رغما عنه . وعندما حاول البحث عن شخص او كتاب يعلمه الادب لم يجد ولو كتابا واحدا او دوره دراسيه تفعل ذلك .. رغم وجود كتب ودورات دراسيه فى كل موضوع يمكن ان يخطر على البال . ولذلك قرر تأليف كتاب من هذا النوع اطلق عليه اسم (كبح الشتائم .. الدليل الكامل لتنظيف الكلام من العبارات السوقيه ( انتهى). عندما تصل اى امةالى هذا المنزلق من التعامل فى حديث الناس فانها حتما ودون شك سوف تكون (فولكلورا) رائعا للاجيال القادمه .هذه ضريبه امريكا .. فعوضا عن الضريبه التى يأخذونها من رواتبنا واموالنا التى نحصل عليها بشق النفس . فان ضريبه اخرى ندفعها لهم دون ان ندرى .. انها ضريبة ان يصبح اولادنا (متأمريكن) على طريقة ثقافة رامبو (الذى يستطيع ان يهزم قبيله بسكينة مطبخ) ويخرج من بعدها منتصرآ .. ويصفق له الاطفال الامريكيون لانه يدخل الى مهب النيران فيطفؤها ببرودته المعهودة. يقول الرسول بما معناه ان فى آخر الزمان يصبح القابض على دينه كالقابض على جمره من النار .. وفى هذا الزمان الذى ربما كان آخر الزمان .. القابض على الفاظه وعلى حسن سلوكه وتعامله مع الناس كاكقابض على مسدس رامبو الامريكى .. فالمستقبل الامريكى يقول : ان الطفل اذا ما حاورك سوف يقول كلمته ولا يمضى .. انما سوف يطلق على رأسك طلقة لكى يثبت لك انه تحدث معك ..ونرجو ان يأتى ذلك اليوم ونحن تحت التراب .. فعندها بطن الارض خير من ظهرها.