العالم الإلكتروني ليس مُجرَّدا من الأخلاق والآداب التي ينبغي الالتزام بها في الحياة التقليدية، إذ إن العالم الإلكتروني تكتنفه أخلاق العالم التقليدي، إضافة إلى بعض الآداب التي فرضتها طبيعة هذا العالم الإلكتروني الجديد. وهذه المادة موجَّهة أصلا لليافعين، ولكنها قد تكون مفيدة للجميع. ولا نحسب أن الالتزام بمضمون هذه المادة سيكون صعبا على أي منا؛ فنحن بحكم عقيدتنا الإسلامية وأصالتنا العربية من أصحاب الخُلق الحَسَن والأدب الرفيع، ومن المؤمنين بالسلوكيات الإنسانية المهذَّبة؛ ولهذا ليس من الصعب أن نطبِّق ما نتبنّاه من أخلاق في واقع الحياة اليومية على سلوكنا في عالم الإنترنت. وعلى كل حال، فإنا نأمل أن تكون هذه المادة تذكيرا بمكارم الأخلاق؛ فإن الذكرى تنفع المؤمنين. تذكَّر دائما أن الإنترنت هي وسيلة للاتصال، إذ يُمكنك عن طريقها إرسال الرسائل ومحاورة الآخرين وعرض أفكارك وآرائك والاطلاع على أفكار الآخرين وآرائهم، فهي وسيلة للتفاعل والتعامل بين الأشخاص والمؤسسات والهيئات المختلفة. وعند استخدام أي وسيلة اتصال، ينبغي الالتزام بمجموعة من الأخلاق والآداب العامة. ومن هذا المنطلق، جاء مفهوم آداب الإنترنت Netiquett المشتقّ من التعبير الإنجليزي Net Etiquette (أي السلوكيات المهذبة عند استخدام الإنترنت)، ومفهوم أخلاق الإنترنت. ومن أهم آداب وأخلاق الإنترنت: احترام الطرف الآخر: ينبغي عليك دائما أن تتذكر أن هنالك شخصا أو أشخاصا كثيرين على الطرف الآخر من الشبكة يتلقون رسائلك وأفكارك وآراءك، وأنه ينبغي عليك احترامهم واحترام أفكارهم وآرائهم. لا تسخر من الآخرين بل جادلهم بالتي هي أحسن. تجنَّب الإساءة إلى الآخرين أو جرح شعورهم عند التخاطب عبر الإنترنت. الالتزام بعدم الإضرار بالآخرين، لا كما يفعل المخرِّبون الإلكترونيون ، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده". الإيجاز في طرح الأفكار ومحاورة الآخرين فخير الكلام ما قل ودلّ. تذكر دائما أنك عندما تقوم باستخدام الإنترنت، فإنك تصبح عضوا في مجتمع الإنترنت، أي إنك تصبح Netizen (مشتقة من Net Citizen ومعناها مواطن إنترنت أو عضو في مجتمع الإنترنت)، وأن كل تصرّف تقوم به يُعبّر عن شخصيتك، فاحرص دائما على تقديم الأفضل. الالتزام بالقانون، فالتصرّفات المخالفة للقانون في واقع الحياة تكون غالبا مخالفة للقانون على الإنترنت. ومن أهم أوجه هذا الالتزام احترام حقوق الملكية الفكرية للناشرين على الويب، لأن حقوق نشر ونسخ المواد الموجودة عليها (كالصور التوضيحية والأصوات وعروض الفيديو) محفوظة ومملوكة لأصحابها، وليس من حق أحد أن يُعيد نشرها أو أن يتصرّف بها إلا بإذن مُسبَق من أصحاب تلك الحقوق والتسامح تجاه ما يصدر عن الآخرين من أخطاء أو إساءات واحترام الحوارات القائمة بين الأشخاص والمجموعات، وتجنُّب مقاطعتها أو تعكير صفوها واحترام الخصوصية الشخصية للآخرين، والإحجام عن اختراقها. لا تحجب معرفتك بالإنترنت والكمبيوتر عن الآخرين، فالعبد يُسأل يوم القيامة عن علمه من أين تعلمه وماذا عمل به.