لفت نظري فيديو لبرنامج كاميرا خفية فرنسي وقد قرر معدوه أن يرغموا ضحاياهم على تجربة الموت وصولاً للدفن قبل أن يكشفوا سرهم ويعلو تصفيقهم للزومبي المذعور المتصبب عرقًا والغرقان وسط دموعه..! تم إعداد الموقع بالكاميرات الخفية لتوثيق كل جزء من الحدث متضمنًا سيارة الإسعاف وحتى داخل التابوت. ويبدأ المشهد برصاصة طائشة تستهدف الضحية البائسة التي وقع عليها الاختيار في ذلك اليوم المشؤوم وخلال الثواني القليلة التي تحاول فيها هذه الضحية استيعاب ما حدث لها تصل سيارة الإسعاف ويتم حمل الضحية إلى داخل السيارة وسط ذهولها لتبدأ الاسعافات الأولية فالانعاش بالصعق في تجاهل تام لصراخ الضحية بأنها بخير ولا داعي لأي انعاش لأنها على قيد الحياة..!!! وفي استمرار المسعفون بالتظاهر بعدم سماع صوت الضحية أو رؤيتها تتحرك يعلنون الوفاة ويلفون جسدها حتى الرقبة في كيس أسود وينزلونها من السيارة ليضعوها داخل تابوت جبريًا وسط صراخها المتعالي وركلاتها اليائسة. يغلقون التابوت عليها وينتظرون دقيقة أخرى قبل ان يسمحوا للحية الميتة بفتح الغطاء ويبدأ التصفيق والضحك! ذكرني المشهد ببرامج الكاميرا الخفية العربية المستفزة للضحية والمشاهد معًا. ولطالما تساءلت عمن يكون المتخلف عقليًا الذي أعد هذا البرنامج وذاك وكيف لفريق عمل كامل من معد ومقدم ومخرج وغيرهم ان يتفقوا جميعًا على فكرة المتخلف أليس بينهم عاقل؟! فمعظم برامج الكاميرا الخفية العربية أبعد ما تكون عن الكوميديا وقد تستفز في المشاهد جميع الانفعالات الشعورية ما عدا الضحك والسرور ناهيك عن التوتر والغضب المنتهي غالبًا بالعنف الذي تسببه لضحيتها المنكوبة.. الغريب في الفيديو الفرنسي تأثره بثقافة العرب الخفية في استجداء الضحك على أمر مبكي وعلى غير عادة.. ما يدفعني لأتساءل ماذا إن كانت إحدى ضحايا هذه البرامج مريضة بالضغط أو القلب وتسبب غضبها أو هلعها بوفاة..؟ وفي أحسن الأحوال ماذا لو تسبب مشهد الوفاة المفبرك هذا بعقدة نفسية مستديمة أو كوابيس أبدية..؟ أيعقل أنه لا يوجد قانون يحمي المواطن والمقيم سواء من هكذا تطفل وتبعاته من تعطيل وضرر نفسي وربما جسدي؟! @tamadoralyami