لما كان حال آخر الزمان يسير من فسادٍ إلى أفسد، فقد حدد سيد الخلق من مواصفات تلك الحقبة "إذا وُسد الأمر إلى غير أهله". أي اختير لمسؤوليةٍ ما غير جديرٍ بها و أُبعد جديرها. وإيكال الأمر لغير أهله هو الكفّةُ الثانية من ميزان نجاح الأداء، الذي حدد القرآن كفّتَه الأولى بصِفتَيْ "القوي الأمين" و "حفيظ عليم". وصفات الكفتيْن ليست مقصورةً على الراعي الأول، بل على كل راعٍ مسؤولٍ عن إدارة أو عمل أو أمانة مهما كبُرتْ أو صغُرتْ. فموسى الكليمُ "القويُ الأمين"، استحقّها كراعي ماشية. و يوسفُ الصديقُ "حفيظ عليم" استحقّها وزيراً عند ملك. فنجحا كلاهما أيّما نجاحٍ في مَهامّهِما الدنيوية. وستظل كفّتا جَدارةِ الأداء بتلك المواصفات القرآنية النبوية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. فيوضع اختيارُ كلِ مسؤول في كفّتِه التي اختير بموجبها، لتتحقق إما نتيجةُ الصلاحِ أو الفساد. Twitter:@mmshibani