خلال أمسية النادي الأدبي في أبها وفي مداخلة للمعاق يحيى السميري, وهو ناشط حقوقي في مجال المطالبة بحقوق المعاقين, لم تمنعه إعاقته من خوض غمار المجتمع والسعي الحثيث إلى كل ما يمكِّن المعاقين من نيل حقوقهم على مجتمعهم, دلف قاعة النادي الأدبي بكرسيه المتحرك ليقول للمجتمع كلماته الصارخة والعميقة في معناها ودلالاتها. كان عاتباً على الصحف وكتابها ووسائل الإعلام لأنهم لم يهتموا بيوم الإعاقة العالمي والذي وافق الثالث من ديسمبر الحالي, كذلك فإنه قال كلاماً مهماً للغاية وهو ينتقد بشدة قصور المجتمع ناحية المعاقين وبخاصة الإعلام, قال «نريد من المجتمع أن ينظر لنا من حيث الحقوق لا من حيث الشفقة والإحسان» هذه الكلمات تنم عن قوةٍ وعزيمة ووعيٍ حقوقي لم تتوقف عند حدود الإعاقة, وإنما تجاوزتها إلى حيث الفاعلية والتأثير في المجتمع, وأظن ما كان يبثه من ألم وشجون نابعين من ألمه الشخصي وألم بقية المعاقين في مجتمعنا حيال ما يشعرون به من تهميش وعدم اهتمام, إضافةً إلى نظرات الشفقة والإحسان اللتين يوجههما المعاقين من مجتمعهم, ولأنه من المهم أن نسعى كمجتمع إلى احترام المعاقين وتقديرهم, لأنهم يؤدون أدوارهم الحياتية دون أن يرزحوا تحت وطأة الإعاقة, فهم عناصر من ضمن كل العناصر المكونة للمجتمع, ويجب أن يتم منحهم كل الحقوق التي لهم على المجتمع والوطن ككل, بداية من حقهم في تخصيص أماكن لهم في كل زوايا وأروقة الوطن والحرص على عدم مصادرتهم وإقصائهم واعتبارهم الاعتبار اللائق بعزائمهم المتقدة وهمهم الشامخة وغير ذلك من حقوقهم على مجتمعاتهم, وأظن المعاقين الآن أصبحوا أكثر وعياً وإدراكاً وتجاوزوا مرحلة انتظار الاحسان والشفقة من المجتمع واتجهوا اتجاهاً منهجياً سليماً في سبيل المطالبة بحقوقهم المشروعة. على هذا النحو ومن ناحيةٍ حقوقية خالصة, فإنه لزاماً على المجتمع مؤسسات وأفراداً أن يحترموا حقوق المعاقين وأن يعمل الجميع وبخاصةٍ من يتماس مباشرةً معهم على منحهم كافة حقوقهم الواجبة لهم قانوناً وأخلاقاً.أمسية النادي الأدبي بالإمكان متابعتها على قناة يوتيوب أدبي أبها, ومداخلة المعاق السميري عند الدقيقة الخامسة والأربعين, وهي على هذا الرابط. http://www.youtube.com/watch?v=sQugGcPGhb4