بتاريخ 1 /1 /2013م, يكون قد مضى سبع واربعون عاما, اي ما يقارب النصف قرن, على انطلاق المرحلة الراهنة من نضال التحرر الوطني الفلسطيني, التي بدأت مع اطلاق حركة فتح رصاصة الكفاح الوطني الفلسطيني المسلح الاولى ضد الاحتلال الصهيوني, ليبدأ بذلك عهد من التغير الايجابي في تعامل الشعب الفلسطيني مع الحياة من منهجية الاستقلال, فحتى تلك اللحظة كان الشعب الفلسطيني قسرا وجبرا وتآمرا, لا يزال تحت الاحتلال الاحلالي الصهيوني الكامل في منطقة 48, وتشتيت وتهجير لاغلب الشعب الفلسطيني عن وطنه وهو الوضع الذي تركت ( الشعب الفلسطيني ) عليه هزيمة عام 1948م, من قبل عصابات الحركة الصهيونية . لقد سلبت مؤامرة اقتسام فلسطين, شعبنا حق تقرير المصير وحق الاستقلال في ادارة شأنه الذاتي وحق السيادة في دولة, وحق استقلال التمثيل السياسي, وكان يمكن ان يبقى ذلك في اطار حالة استعمار تقليدية, لولا احتواء مؤامرة التقسيم على برنامج الاحلال الصهيوني, الذي حرص على تفكيك الوحدة الديموغرافية للظاهرة القومية الفلسطينية, وتشتيت اغلبية شعبنا, مما الحق بشعبنا اضرارا وصلت حد الغاء وجوده كطرف اصيل من اطراف الخارطة السياسية للمنطقة, بل وتقاطع مع ذلك الوضع المعيشي البائس الذي وجد الشعب الفلسطيني نفسه عليه جراء تنفيذ تلك المؤامرة, مما دفع بغريزة البقاء الفلسطينية إلى منحى الاستجابة للمطالب المعيشية وفرض ان تتصدر اولوية الاهتمامات الفلسطينية على حساب اولوية مهمة التحرر الوطني, الامر الذي اعاق وأخر المبادرة الفلسطينية للاستجابة لهذه المهمة. إن هذه الصورة هي موروث تاريخ من الاستكانة الفلسطينية للسيطرة الاستعمارية الاجنبية.