مع دخول عصر التكنولوجيا والإنترنت، وبزوغ فجر الجيل الجديد، جيل الفيس بوك والتويتر، وشروق شمس التكنولوجيا الحديثة بكافة أشكالها ووسائلها، أصبح من الواجب علينا أن نستعملها ونتعامل معها لكي نستطيع أن نتقدّم ونسمو بين الأمم. وقد كان التعليم والتعلم هو حجر الزاوية هنا، حيث إن تطوير العملية التعليمية هو هدف من أهداف المجلس الأعلى للتعليم، بل هو هدف من أهداف الدولة بأكملها. وقد كان من أضخم المشاريع التي ستطبق في مجال تطوير التعليم ألا وهو التعليم الإلكتروني، فالتعليم الإلكتروني هو استخدام التكنولوجيا الحديثة في طرق ووسائل التعليم المختلفة، سواء من خلال التواصل بين الطالب والأستاذ أو من خلال الأنشطة والواجبات وحتى الاختبارات. فالتعليم الإلكتروني يعتبر نقلة كبيرة في العملية التعليمية، فشيء جميل أن نواكب عصرنا الحديث بمعدّاته الحديثة، ولكن لم لا نقف مع أنفسنا قليلاً لندرس محاسن هذا المشروع ومساوئه، فمحاسنه كثيرة وجمة، فمثلاً جميل أن يتعلم الجيل الجديد، جيل الكمبيوتر والإنترنت والايباد، جيل التكنولوجيا أصلاً، جميل أن يتعلموا التكنولوجيا الحديثة ويتقنوها جيدًا حتى يصلوا إلى جامعاتهم ويكونوا مستعدين للتعامل مع أحدث ما توصل إليه العلم من علوم وتكنولوجيا، فنحن نريد من أبنائنا أن يكونوا أبناء متعلمين يتخرّج منهم علماء أفذاذ يفيدون أوطانهم ويعلو على أكتافهم بين الأمم، كما أن التعليم الإلكتروني سيوفر على الطالب عبء حمل الكتب والدفاتر الثقيلة التي تؤثر عليه بالسلب، كما سيزيد من حلقة الاتصال بين الطالب ومعلمه وولي الأمر، فمن خلال التعليم الإلكتروني سيستطيع الطالب التواصل مع معلمه في حالة غياب أحد منهم لأي ظرف كان، كما سيستطيع ولي الأمر متابعة ابنه ونشاطاته بالمدرسة ومستواه الدراسي وسلوكه وكل شيء عن طريق المواقع والبرامج. بالرغم من كل المميّزات التي سوف يقدمها المشروع إلا أنه تشوبه بعض العيوب، فهذا المشروع يمكن تطبيقه على بعض العلوم والبعض الآخر لا يصلح، فمثلاً اللغة العربية والعلوم الشرعية والدراسات الاجتماعية تحتاج إلى ورقة وقلم أكثر من احتياجها للايباد، فنحن علينا أن نحارب لكي نعلم أولادنا الصغار أن يكتبوا بلغتهم الأم (اللغة العربية)، ولكننا هكذا نحارب لغتنا الجميلة ولساننا العربي وهويتنا الثقافية هذه بإلغاء الكتاب والدفتر، كما أن هذا المشروع وهذه التكنولوجيا الحديثة سوف تلغي دور المعلم والروح التعليمية داخل الصفوف وبين المعلم وطالبه. إنني لا أنكر الفضل الذي سوف يقدّمه هذا المشروع لنا ولأبنائنا، ولكني أردت فقط أن أنوه لما أراه خطأ، نرجو من الله أن يوفقكم لهذا الأمر للارتقاء بالعملية التعليمية أكثر وأكثر.