محمد حسنين هيكل الفكر الغارق في التزوير على التاريخ .. يظل أكثر بعداً عن قراءة الحقائق بأمانة الكاتب واحترام المتلقي.. بقدر ما يوغل في السرد من خلال نصوص للترويج الذاتي في محاولة لتسويق ما يعتقد انه يمكن استغلاله في ذاكرة الموت وبيعه على الأحياء من أجيال لم تعش مراحل التقلبات والمتغيرات السياسية سواء داخل مصر أو خارجها. ومع مرور عمره الذي تجاوز 90 عاماً يأبى هيكل إلاَّ ان "يهيكل" الاحداث بالمواصفات والمقاييس التي اعتاد على تسويقها بطريقته الخاصة. وضمن اهداف حقيبة الابتزاز التي تعامل معها ومعه الكثير من الكتاب العرب في زمن "العتمة" من فضاء الكلمة في كثير من البلدان العربية ومهنة المزايدات التي مارستها بعض الرموز السياسية في الوطن العربي ضد دول الخليج ومنها المملكة العربية السعودية. إلاَّ أن هيكل العمر ونرجسية الكلام مازال يجتر وهم المصداقية في زمن لم يعد فيه امكانية اختطاف العقول إلى منابر الكذب والتسطيح. ذلكم الهيكل يقول قبل عدة أيام: إن المملكة العربية السعودية تخشى ان تنتقل لها تجربة ما يحصل من مظاهرات في الوطن العربي !!. وهنا أود ان اشير إلى أن ما قاله هيكل لن يضيف شيئاً على منهجه في الإساءة إلى المملكة. لكنني أريد أن أقول له: ان خارطة هذا الوطن قد تشبعت ايماناً بالله اولاً ثم بتجربة فريدة لوحدة واجهت الكثير من التحديات الصعبة دون ان تهتز بل تزيد هذه الامة تلاحماً وقوة وبناء وثقة بين القيادة والشعب. وفي الوقت الذي تؤمن فيه هذه الأمة برموز الخير فيها فإنها تنظر إلى تجربة بعض الآخرين بأنها ليست النموذج الذي يمكن استنساخه لا في الماضي ولا في الحاضر. وقد أكد المشهد كل هذه القناعات عبر كل متغيراته ومعطياته سواء على مستوى الأرض أو على مستوى الإنسان ومنظومة مؤسساته ومقوماته. وهي وقائع كرست قناعاتنا بالحفاظ على مبادئ لا يمكن التفريط فيها مهما بلغ حقد الآخرين. ومحاولة التضليل التي يقابلها شعب بلغ مرحلة متفوقة من الوعي. وقيادة تسير في منهج إصلاحي يضيف إلى منظومة البناء السياسي والاقتصادي والاجتماعي ما لن تبلغ أية دولة تبحث شعوبها عن الأمن مقابل لقمة العيش ثمناً لكل شعاراتها. وهي شعارات لم تأتِ بما كان يريده لا حسنين ولا محمدين!!.