يقول أحد الأصدقاء وهو معلم مادة الحديث في إحدى المدارس الثانوية, " أن مايصلح في بلد , لا يصلح في بلد اخر" مستشهداً بذلك على موضوع الحجاب مثلاً .. في قوله إنه يتفق أن ارتداء الحجاب هو حلال شرعاً لكن هذا لا يصلح أن يطبق في مجتمعنا.. لإن المراة وهي في نقابها لم تسلم من المضايقات فمابالك في أن ترتدي الحجاب , قائلاً في سوريا ومصر نساؤهم يرتدين الحجاب والوضع على مايرام . لإنها طبيعتهن ونحن مختلفون عنهم . وهذا كلام غير منطقي .. وكلام مبني على نظرة غير صائبة في الموضوع.. فلماذا ؟ نحرم من هن يعتقدن بصحة الحكم الشرعي لارتداء الحجاب بسبب ثقافة المجتمع والمحيطين بها ! ونتوقف عند ذلك .. ,ونعلل ذلك قائلين " أن مايصلح في بلد , ليس بالضرورة أن يصلح للتطبيق في بلد آخر " .. ماهذا ! , ليس التفسير الحقيقي , الذي يبحث عن حل . إنها دعوة للوقوف عن التفكير والتأمل والبحث عن الحلول . أقول إن كل المسألة متعلقة في اسلوب التنشئة الاجتماعية .... وليس " أن مايصلح في بلد , ليس بالضرورة أن يصلح في بلد اخر" على سبيل لنأخذ قضية الاختلاط نجد اليوم أن الأغلب من افراد المجتمع يتوجسون من هذا المصطلح ويعتبرونه شيئاً نكرا ! وقد يصل بهم الأمر إلى الهجوم على الأنثى التي تعمل في بيئة مختلطة . وحينما نضع هذا السؤال لنجيب عليه .. لماذا ؟ كل هذا ! هل نجاوب ونكتفي بقول استاذ مادة الحديث . بأن مايطبق في بلد , لا يطبق في بلد آخر , معللين بذلك سبب هذه الحالة التي يعيشها المجتمع ونتوقف عن ذلك , وهي حالة لها الأثر في حاضرنا ومستقبلنا . فكيف سننتج إذا كنا نفكر بهذا المستوى . نعود إلى موضوع الاختلاط , لأقول إن الحالة التي يعيشها المجتمع , تعود إلى طريقة التنشئة الخاطئة , التي نشأوا عليها في المجتمع , فتعلموا من آبائهم وكبارهم منذ الصغر , على أن مشاركة الجنس الآخر في عمل ما هي جريمة كٌبرى حتى ولو كانوا بعمر البراعم ! ,لا يدركون شيئاً من الأفكار الشيطانية ,التي يُفكر فيها أولئك الكبار.. فنشأوا على هذا الفكر وترسخ في عقولهم .. مما أدى بهم إلى " أن يفكروا في الحالة الحسية فقط مع الجنس الآخر وأن التعامل معه في حدود هذه العلاقة ". فتجد الأب يأمر ابنته الصغيرة التي تستمتع بوقتها وتلعب مع ابناء عمومتها بترك اللعب مع الأطفال - يعني ابنته - ويطلب منها الجلوس مع النساء فقط .. لإنها أنثى ! ولا يَصحُ أن تختلط بالذكور ! . ومن هذه السلوكيات التي يمارسها الآباء على أبنائهم ..يستنبط الأبناء هذه الفكرة وتترسخ في أذهانهم ويكون هو التصور الذي يخيم على عقولهم حينما يتعاملون مع الجنس الآخر.