كانت العاصمة الرياض على موعد مع ورشة تعزيز البعد الإنساني "أنسنة المدن"، بما يشتمله هذا المصطلح من أهمية كبيرة، إذ إن إضفاء الطابع الإنساني على المدن أصبح ضرورة ملحة للمدن الحديثة، وذلك بأن يكون تخطيطها يستوعب هذا المفهوم بشكل أفضل، بل إن الكثير من المدن القائمة في البلاد العربية بحاجة أيضاً لإعادة تخطيط يراعى فيه هذا البعد للوصول إلى المعنى الحقيقي للمدينة الصديقة للجميع. وكما هو متعارف، تهدف "الأنسنة" إلى خلق ترابط اجتماعي بين سكان الشارع، والحي وحتى المدينة الواحدة، عندما تغريهم العديد من الخدمات في خروجهم من منازلهم إلى تلك الميادين والحدائق والساحات مع أطفالهم وأسرهم. وعند الحديث عن أنسنة المدن، تبرز تجربة الرياض، حيث تتعدد المشاريع التي راعت هذا البعد الإنساني، ومنها مشروع تأهيل وادي حنيفة بمتنزهاته المتعددة والذي بات نموذجاً فريداً وتجسيداً واقعياً للحديث عن تعزيز البعد الإنساني "أنسنة المدن" ومؤخراً كانت اضافات جديدة تمثلت في ممرات المشاة بطريق الملك عبدالله، ووادي نمار وغيرها الكثير. وتقف احتفالات العيد نموذجاً واضحا لأنسنة المدينة، بما يكفل تحقيق التواصل الاجتماعي والالتقاء الإنساني وإدخال البهجة والفرح والسرور على نفوس سكان العاصمة وزوارها في كل عام عبر احتفالات تعم أحيائها المتعددة، فقد عشت هذا الواقع في احتفالات العيد بمنطقة قصر الحكم حيث العديد من الأنشطة والفعاليات المتجددة التي تسهم في تعزيز الجانب الإنساني للمكان. والرياض تعد من أوائل المدن السعودية التي بدأت في برنامج أنسنة المدينة والتي يدخل في إطارها ممرات المشاة والتشجيع على ممارسة رياضة المشي، حيث نُفذت وتنفذ العديد من المشاريع التي تخصص مواقع لرياضة المشي. وأخيراً مما يجذب انتباهي في أنسنة المدن هو اقتصار دور أنسنة المدن في الغالب على القطاع الحكومي دون الخاص، مما يدعونا لتأكيد وتضمين شروط أنسنة المدينة ضمن أي مشروع يقوم به القطاع الخاص.