«إذا ضُيّعتْ الأمانة فارتقبْ الساعة»..حديث صحيح. كان تضييع الأمانة على مر الدهور تدريجياً. و إمتاز عصرنا عن العصور السابقة بتَسارعٍ فائقٍ في تضييعِها. توقنُ غالبيتُنا الساحقةُ اليوم أن الأمانة ضُيّعتْ، فضاعتْ على كل المستويات و الأصعدة و الأشخاص. اندثرتْ أو تكاد أمانةُ اليد عن الحرام. و تراجعتْ كثيراً أمانةُ الأقوال. و تَدنّستْ أمانةُ الأفعال. و أضحتْ أمانةُ المسؤولية في خبرِ كان. حدث كل ذلك بتسارعٍ عجيبٍ هذا الزمان. و ما يزال الانحدار قوياً نحو قاعٍ سحيقٍ لا أدري كيف سيُعايشُه الجيلُ القادم ومن بعده. كارثةٌ ماحقةٌ عيْشٌ المرءِ في مجتمع و حياةٍ لا أمانة فيها قولاً و فعلاً و ذمّةً و مسؤوليةً و ممارسة. ستقوده تلك الحياة إلى هاوية. فلا يسود إلا قانون الغاب..قانون القوة و الشر. و الموجع أن يكون عصرنا بإمكاناته الحديثة هو الذي فتح باب تضييع الأمانة على مصارعه..و وسعه..و زيّنه..و جعله ممارسةً..بل عقيدة. Twitter:@mmshibani