بحكم أن صناعةَ الكُتّاب هي (الحرف) فهُم يفهمون كل زيادة في الكلام (حشْواً) يستهدف إخفاءَ ما يود كاتبٌ إخفاءه مع إيحاءِ القارئ أنْ لم يَخْفَ عليه شيء. ولو أدخلْنا (بيانَ أرامكو)، عن نتائج رشوة شركة (تايكو)، في (مصنعِ تَكريرِ الكلام) لما خرجنا منه إلا بمعلومةٍ واحدة. أن المتورط "أخصائي فني تَلقّى رشى عديدة و فصلناه 2009"، أي بعد ثلاثة أعوام من واقعة (تايكو). و باقي (البيان) لا يُجلّي غموضاً مثلَ : لماذا اكتُفيَ بفصل الموظف بلا عقاب.؟.مَن حماه.؟.أنظمةٌ أم أشخاص.؟.و أَيَصحُّ أن يكون وحده.؟.إلخ. ما تستحق (أرامكو) الثناء عليه سرعةُ تَحركِها لتَعقُّب مصادر معلومات الحادثة، و تَجاوبُها ببيان. لكنه يظلُّ بيانَ (احتواءٍ) لا (مُكاشفةٍ). على غرار أجهزة الدولة التي تدعي بياناتُها "ألّا شئَ نُخفيه"، و هي لم توضح شيئاً. و هنا تحلو المقارنةُ ببياناتِ (وزارة الداخلية). فلديها كلُ شئٍ تُخفيه بحكم عملها، لكن بياناتها دوماً موجزةٌ واضحةٌ دقيقة. فيكتفي الناس بها. فهل يصحُّ أن تُوكلَ (للداخلية) "صياغةُ" بيانات (أرامكو) المهمة كما أوكلت (لأرامكو) "إدارةُ" مشاريع الحكومة المهمةِ جداً. بالتأكيد، لا وقتَ (للداخلية) لذلك..لكنها (حبَكَتْ). Twitter:@mmshibani