رفعت أمانة المدينةالمنورة دراسة لوزارة الشؤون البلدية والقروية لتوسعة بقيع الغرقد من الجهة الشرقيةبالمدينةالمنورة. وعلمت “المدينة” من مصادر مطلعة أن التوسعة المقترحة ستتم من الناحية الشرقية للبقيع وهي الجهة الوحيدة المتاح التوسع بها بعد أن رفعت الأمانة المنطقة مساحياً، وستشمل التوسعة تحويل مسار طريق الملك فيصل الستين، واضافة الاراضي والمزارع الواقعة من الجهة الشرقية وتعويض اصحابها ويتوقع ان يدخل في التوسعة مبنى هيئة الامر بالمعروف الحالي والمباني المجاورة له. واضافت المصادر ان الدراسة سيتم الرفع بها للمقام السامي للموافقة عليها بعد استكمال جميع متطلبات التوسعة، وكان اهالي المدينةالمنورة قد رفعوا طلباً لتوسعة البقيع لكثرة مايدفن فيه من أهالي المدينة وماجاورها ومن الحجاج والزائرين على مدار العام. ويذكر أن بقيع الغرقد شهد عدة توسعات وإصلاحات، ففي كتاب “فصول من تاريخ المدينةالمنورة” ذكر علي حافظ انه كان يوجد في شمال بقيع الغرقد الكبير- بقيع العمات، وفي ركنه الغربي الجنوبي قبران: واحد قبر السيدة صفية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم والثاني يقال إنه قبر أختها عاتكة وما كان الناس يدفنون في بقيع العمات، بل كانوا يدفنون في بقيع الغرقد الكبير ومساحة بقيع العمات تبلغ 3493 متراً. وفي العهد السعودي ضم هذا البقيع لبقيع الغرقد وكان يوجد زقاق بين البقيع الكبير وبقيع العمات يتجه شرقاً حتى يصل إلى الطريق المؤدي للحرة الشرقية ومساحة هذا الزقاق (824) متراً وحوالى سنة 1373ه -في العهد السعودي- قامت بلدية المدينة بضم بقيع العمات والزقاق المذكورين إلى بقيع الغرقد الكبير بإزالة الجدار الفاصل، وتسوية الأرض وبناء السور اللازم في أول الزقاق وآخره، كما كان هناك مثلث من الأرض مساحته (1612) متراً يقع في شمال البقيع تابع للبلدية، يحده من الجنوب البقيع ومن الغرب البقيع بعد ضم بقيع العمات للبقيع ومن الشرق رأس المثلث المتصل بجدار البقيع، ومن الشمال الطريق الموصل للطريق المتجه شرقاً الموصل للحرة الشرقية. وقامت البلدية في أوائل سنة 1385ه بضم هذا المثلث للبقيع وأزالت جدار البقيع الفاصل بين المثلث والبقيع وبنت جداراً ضمت به المثلث للبقيع فبلغ ما ضم للبقيع في العهد السعودي لتوسيعه (5929) متراً، وهي مساحة المثلث والزقاق وبقيع العمات وبنت الحكومة السعودية حوالى سنة 1373ه مظلة تقوم على سبعة أعمدة من الأسمنت المسلح أمام باب البقيع الغربي على رصيف الشارع، لوقاية الناس من الشمس والمطر أثناء العزاء الذي اعتاد أهل المدينة إجراءه هناك بعد دفن الموتى، طولها 30 متراً وعرضها نحو مترين إلا ربع. وفي محرم سنة 1386ه أزيلت للاستغناء عنها بسبب تكاثف الناس تحتها أيام الموسم وتعرضهم لأخطار السيارات، كما بنت البلدية وفقاً لكتاب فصول من تاريخ المدينة حوالى سنة 1373ه شبه مظلة لاستراحة الحفارين وحفظ آلاتهم، وأشير إلى ذلك عند الكلام عن قبر السيدة صفية ولوحظ تعذر المرور أيام الأمطار في البقيع والمتاعب التي يلقاها الحفارون والناس أثناء دفن الموتى فأنشأت الحكومة السعودية طرقاً إسمنتية تبدأ من باب البقيع الغربي الجنوبي حتى آخر البقيع جنوباً ومن باب البقيع جنوباً حتى الجنوب الشرقي، كما أقامت طريقاً على أعمدة إسمنتية مسلحة من جدار البقيع الشمالي حتى اتصل بالطرق الإسمنتية، فسهل ذلك مرور الناس والدفن أيام الأمطار وغيرها وعرض هذه الطرق الإسمنتية متر ونصف وطول مجموعها (950) متراً، وعملت لها حواجز (بردورات) من الجانبين عرضها 30 سنتيمتراً وارتفاعها 30 سنتيمتراً تقريباً. وطرأ على بعض سور البقيع خراب فعمرته الحكومة السعودية وحسنت سور البقيع الغربي، وكان ذلك حوالى سنة 72-73ه.