ما ذكرته أمس في هذا المكان عن توسعة المسجد النبوي الشريف هو ما كنت أراه أيامها من أن ضرورة إيجاد مساحات من الأرض الفضاء حول المسجد النبوي الشريف وبقيع "الغرقد" هو المتنفس الوحيد والضروري للمنطقة كلها لأن غير ذلك سوف يجعلنا نعاود "الهدم" من جديد وعندها سوف تكون التكلفة مضاعفة عشرات المرات ، لكن ضاع ذلك الصوت في صدى تلك الحماسة الشديدة والكبيرة في الإسراع بالعمل في إزالة المباني وإقامة عمارات أسمنتية عالية الارتفاع تتخللها شوارع هي أقرب إلى " الأزقة" منها إلى شوارع قادرة على استيعاب المشاة ناهيك عن "المركبات" بكل أحجامها، والذي ساعد على عدم سماع ذلك "الصوت" هو ارتفاع أزيز وهدير آلات الهدم والبناء في تلك المنطقة الملاصقة للمسجد النبوي الشريف. اليوم وقد اتضحت الحاجة إلى إيجاد ميادين حول المسجد النبوي الشريف ها هو خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أدرك ببصيرته النافذة وحرصه الكبير على تحقيق الراحة لزوار المسجد النبوي الشريف ولتيسير الحركة لهم وليتواصل هذا المشروع التاريخي الفريد في "عمارته" مع رغبته السامية حفظه الله على توفير كل الهدوء والسكينة أمر بإيجاد ميادين من الناحية الغربية والشرقية وإقامة دورين تحت الأرض وإنشاء محطة تحميل وتنزيل للحافلات والسيارات واستخدام أعلاها كميادين. هذا العمل الخير، ما هو إلا دليل آخر على ما يكنه حفظه الله لهذه المدينة ولأهلها وزوارها من مكانة سامية في قلبه. تؤكدها رؤية صافية ونية صادقة لا ترجو الا رضا الله سبحانه وتعالى.