في ظل التناقضات التي نعيشها في هذه الحياة سواء في الفكر أو المبدأ، إن هناك روابط وقواسم مشتركة أساسية تجمعنا هي وحدة الدين ووحدة الوطن فجميعها جمعتنا، وهنا أنوه للحديث الشريف لنبينا محمد عليه الصلاة والسلام في توصيته لسابع جار، حيث أن هناك عمقاً في كلماته البسيطة، فهو لم يتطرق لعقيدة ايدولوجيا أو قبيلة، إنما للإنسان أو المواطن الذي يعيش على أرض مجتمعه. وعلى هذا النحو جاء قرار خادم الحرمين الشريفين بجمع كلمة المسلمين على ألا اختلاف وعلى التعايش تحت غطاء الإسلام، فهذا الحوار الجديد سيشكل بنية تحتية جديدة تعيد قوة ومتانة المجتمع الإسلامي، وحوار هادف في أبعاد الاختلافات المذهبية، والتركيز على تماسك المجتمع العام، برغم كل المستحيلات. فمليكنا المفدى بادر بأمور كثيرة في سبيل وحدة حضارات هذا القرن فمن قبل بادر بوقف الصدام الحضاري واليوم شكل أهم نقطة تحول للعالم وهي تأسيس مركز لحوار الأديان والثقافات المختلفة في (فيينا) وبادرت معه دول عدة من أجل التعايش. بعد ما فاقت الصراعات العالمية خطورتها، حيث كانت هناك أيدٍ خفية قذرة تزرع الاختلافات بين أتباع الديانات والمذاهب وكذلك الثقافات الفكرية. وعاش هذا العالم في كذبةٍ عالميةٍ سيئةٍ، بل في لعبةٍ نجسة، بأنكَ لست على ديني أنا ضدك وسوف أسيلُ دمكَ لأنكَ تختلف معي في الجوهر. ونسوا وتناسوا أن الجوهر هو روح الإنسان التي حرم الله عليها القتل إلا بحق، والحق واضح لا يحتاج لأدلة، فكلمة إنسان تجمع كل الأطياف والأعراق وهي أساس المبدأ وتشكل النواة الداخلية لجوهر الأخلاق. الأخلاق هي من تصنع الإنسان الراقي بل الإنسان الأعلى لأنه هو من يعمل لا يهدم هو من يصلح لا يفسد، ومن يعمل عكس ذلك هذا شر الإنسان أو لنقل الإنسان الطماع الجشع كما أسلفنا يزرع الاختلافات من أجل مصالح ذاتية. لذا علينا الحذر كل الحذر من هذه الحفر، لكي نعيش بسلام ولكي نسعد بعمارة أمتنا، بل والأهم أن نفكر كيف نخلق لأجيالنا، جواً من المودةِ والمحبة، لأن تلك الخصلتين تجمع الإنسانية على البناء لا تفكيك ولا هدم من أجل مصالح ذاتية.