** الاستبداد لا يفضي إلى خير ، لا يمنح المقهور سوى ثواني جديدة ليحكم قبضته ويهيئ قنابله الموقوتة كي ينتقم ويحقق بذلك نصرا ذاتيا لكل الآفات التي تعتمل في داخله .. المقهورون ليس في قوائم انتظارهم شيء يستحق! هم متى ما سنحت لهم الفرصة سيضربون بيد من حديد .. الاستبداد يولد شعوراً عكسياً بالانتقام والحقد التراكمي الكامن خلف ملامح الصمت .. إياكم وقهر الرجال والنساء على حد سواء .. ضعوا حدوداً للتفرقة والتعالي والزمجرة .. أكرموا الإنسان أيا كانت هويته , ثمنوا مشاعره فهو إنسان وليس بحيوان .. إنسان لأن مشاعره تنبع من إحساسه بالكرامة والحرية ، لاتسلبوا إحساس الكرامة من أي أحد كان .. الخادمة .. السائق .. الضعيف الفقير المحتاج .. دائما تذكروا إياكم وقهر الإنسان ! *** ** رغم سطوة الحداثة في المظهر واللباس والشعر إلا أننا لا نكاد نجد منفذاً في المسجد الذي نؤدي فيه صلواتنا الخمس كل يوم إذ يمتلئ ولله الحمد بشباب الحي الحريص على تأدية الصلاة في وقتها ، لدي قناعة بأن جيل اليوم سوي بالفطرة وهو بالإضافة لذلك جيل مثقف وواعٍ ومتطور .. نحن فقط من نصنع منه ذئاباً بشرية عندما نُغلِّب سوء النية ونقيد تحركاته بالتربص والشك والخطر. *** ** بالرغم من احتياجه لل الهللة , لم أستغرب حينما جاءني عامل النظافة بالمبلغ الكبير الذي كنت قد نسيته في درج سيارتي يوم أمس .. أكبرت فيه الأمانة والنزاهة وأدركت حجم العبث الذي يخلفه الهوامير أو الطحاطيح الذين يلهطون بالملايين دون وازع أو حتى ضمير.. ترى كيف ينام هؤلاء وضمائرهم ما تزال تتلطخ بالحرام. *** ** ربما تأخرت هذه الخطوة كثيراً لكن أن تصل متأخراً خير من ألا تصل أبداً ، هاهي وزارة التجارة تبدأ بالتشهير بمتجر ( الدانوب ) جراء معروضاته المنتهية الصلاحية .. التشهير بالمتلاعيبن مطلب طال انتظارة ، ما نتمناه حقاً أن تكون هذه الخطوة بداية فعلية للحد من بؤر الفساد والتلاعب. *** ** نقيب الصحفيين اليمنيين عبدالباري طاهر ينقل مأساة الشعب اليمني وما آلت إليه الأوضاع المعيشية هناك حيث 7 ملايين يمني يعانون من سوء التغذية والفقر ، دوائر الصراع السياسي وانفلات الأمن والفساد جميعها أسباب لذلك ، كما ويبدو بأن جهود المنظمات الإغاثية التي تقتات أصلاً على هذه الأزمات في العالم العربي لم ولن تكون كافية ومقنعة ليبقى السؤال صريحاً هل ثمة أمل في حراك عربي ينتشل اليمن من أزمته. *** ** يقول برتولد برشت : حين رأيت تجاعيد قناع الشر بجانب قناع الخير أيقنت الطاقة الهائلة التي يحتاجها المرء ليغدوا شريراً .. أليس من الأسهل أن نكون طيبين ؟ *** ** ما إن فرغ المصلون من صلاة الفجر حتى تجلَّت جِباه الباعة .. الدكاكين تتثاءب وصوت يتخطف الانتباه ( يا الله على بابك ) .. العم عودة يفترش الدكة وللتو عاد عم مسعود من رحلة صيد ليجتمعا برفقة باقي الشلة أبو حامد وابن مرزوق .. لا شيء سوى الدارج من ( هروج الصُبحيّة ) كسرات حكاوي بحر وأيام زمان .. ينكسر الصمت الرابض في أجواء الحي .. يستمطر المارة الرواشين جدائل طلّ ، وهتاف الصبية لا يعرف هدأة أو استكنان تعاود الدكاكين إغلاق أبوابها .. صوت الحق يتهادى ( حي على الصلاة ) يردد الجميع .. حق لا إله إلا الله ، ها ههم يصلون الجُمعة على محياهم يرتسم النقاء .. يستودعون الله أسراراً لا تقواها الجبال يبكون يقلقون لكنهم فوق كل هذا العناء يبدون في وداعة وهناء .. هي الأيام لا تصفو دون أن تصفو الأرواح .. رمضانكم رحمة وصفاء .. anas9202hotmail.com