الطائفية البغيضة هي التي تميز بين السني والشيعي , الغني والفقير , القريب والبعيد ,وابناء (وطن واحد) تجمعهم أرضه وسمائه وخيره وشره. والطائفي هو حتماً ذلك الإنسان المقيت العنصري الفج , الذي يجمع بين جميع تلك الصفات ويدعي إليها و(يشحن) نفوس العالمين بها ليمزق وحدتهم ويشتت جمعهم ويزرع بينهم التفرقة والعنصرية والتعصب وبهذا يُفكك تلاحم ابناء الوطن الواحد شر افتكاك !,ومثل هذا خطره على المجتمع والناس أشد من خطر الإرهابي , أو دعونا نقول إنهما "وجهان لعملة واحدة" نتنة ! ,فالإرهابي إنسان حاقد يُسيس الدين ولايحترم قدسية الأرواح ,والطائفي إنسان مريض يحتكر الدين ويحصره على فئة معينة من الناس !, كمن يزكي علماء منطقة دون اخرى ويُهديهم (صكوك الغفران) إلى الجنة , ويبشرهم ويزكيهم ونفسه ويختارهم بأنهم من أحد (الفرق الناجية) من النار !, ضارباً بجميع ابناء الوطن الآخرين من الشمال إلى الجنوب ,ومن الشرق إلى الغرب (بعرض حائط جهنم) !! , ويؤسفني حقاً أن نرى كأبناء مُحبين لهذا الوطن مثل تلك "العقليات التكفيرية" التي تُندد وتصرح بعنصريتها وطائفيتها ! فالتعايش في الوطن وبين ابناء الوطن يجب أن يكون (مُتلاحم) , وينبغي أخذ جميع المذاهب والطوائف والأعراق في عين الاعتبار ,ويضرب بيدٍ من حديد على رأس كل من يحاول مجرد محاولة تشتيت ابناء الوطن والتفرقة بينهم. فالطائفية تُربي الحقد وتعلمه وهي ليست من الدين القويم الذي دعانا إلى تركها رسولنا الكريم بحديثه الكريم (دعوها فأنها مُنتنة) وياليت قومي يفقهون ويتبعون سُننه صلى الله عليه وسلم. فليس لأحد احتكار الحقائق وإهداء صكوك الغفران وتذاكر الدخول إلى الجنة و إلى النار , وتمييز فرقة عن اخرى وتقييم مستوى تديُنها على حساب النقض والتشكيك في صلاح الآخرين وإيمانهم وعقائدهم ومذاهبهم وأعراقهم ! , ولابُد لهذا (الوباء الطائفي) أن يزول ويُبتر من جذوره ويقف عند حده كل من يحاول "صب الزيت على النار" لتأجيج الطائفية البغيضة والانتقاص من الناس , لأنها لم تجمع سوى اللعنات والكراهية والأحقاد ونعوذ بالله ألف مرة , و ندعوه و نرجوه أن لا تُورث إلى الأجيال القادمة وتُنشىء لنا جيل مُتفكك حقود كل فرد فيه يكره الآخر و لايعيش , أو يتعايش معه وبقربه , وهذا الأمر نرفضه جملةً وتفصيلا ونرفض مبرراته مهما كانت حينما تُكال التهم والطعن في الدين جزافاً على الناس دون أي أدلة واضحة وملموسة , ولأني أربأ بنفسي وبقلمي من الخوض في "معارك طائفية" أمقُتها وأمقُت مُمارسيها , أدعو الكرام وشخصي الكريم من الابتعاد عن العنصرية والطائفية , والنظر إلى الآخر بعين المُحب والمُتآخي الودود. فلا تجعلوا (الفتنة) تدنو منكم وتدخل إلى قلوبكم وبيوتكم وتقضي تماماً على (عقولكم) وأقلامكم وشخصكم. فإن فسدت عقولكم .. ماذا نرتجي ؟؟ rzamka@ [email protected]