ليس معتاداً في تَعاقُبِ الدهور أن يشهد المرء في حياته توسعات جبارة لموقعٍ محددٍ كالحرمين الشريفين. لكن من فضل الله علينا أنْ عشناها، إذ جاءتْ متسارعةً في أزمنةٍ متتالية. و لا يقدرها حق قدرها إلّا من شهد مكة و المدينة قبل توسعات الدولة السعودية. ما كان وقتها لخيالٍ مهما جنح أن يتصور مآلَ بنيان الحرمين لحالهما اليوم، مهما شطحتْ به الأمنيات و تَدافعتْ في ذهنه التكاليف. و كلما ظننّا أن ما وصلا إليه سعةٌ و كفايةٌ، جاءتْ إرادةٌ ملكيةٌ لتقول :(لا..بل للمزيد). بالأمس كانت توسعات المسعى التاريخية، و قبلها الجمرات، وحالياً توسعة بنيان الحرم المكي المستمرة 24 ساعة. فإذا بخادم الحرمين الشريفين يفاجئُ المسلمين بأمره الشروع في توسعة الحرم النبوي لمضاعفة سعتِه على ثلاث مراحل. فالحمد لله أولاً أنْ هيّأ للبلاد قادةً يُشرفون أنفسهم (بخدمة الحرمين). ثم الشكر للملك المفدى أنْ سابقَ الزمنَ و ضاعفَ الموارد لخدمة مكانيْهِما و مرتاديهِما شعائر و صلوات. فَلْنُباهِ التاريخ..فهذا هو السباقُ الحقُّ لصفحاته..رغماً عنه. Twitter:@mmshibani