** اول أمس كنت في – المدينة – الهامس فيها كل شيء، طيبة الطيبة وأعترف بأنني – تهت – في شوارعها وأحيائها لمدة دقائق وأنا ابن تربتها فقد اختلطت مسام جسمي بترابها و»اندبغ» جلدي بخصائص تربتها، وتنشقت غبارها نعم لقد تهت في تلك الشوارع التي أحدثت، فهذا الدائري الثاني، وهذا الدائري الاوسط وذلك الدائري الثالث، وهذه الميادين والكباري المتعددة والمتناسقة في مسارها. لقد أصبحت هناك مدينة جديدة بشوارع جديدة، وأحياء جديدة في أسمائها، فهذا حي الأزهري، وذلك حي سلطانة، وتلك الدعيثة أو العزيزية، وذلك «الهدا» أو السد وغيرها من الأسماء الجديدة، وتساءلت لماذا لم يُحافظ على أسماء الأحياء القديمة بإطلاقها على الأحياء الجديدة. فأين حي باب المجيد، وحي الساحة، والطيار، والعينية، والمناخة، والسحيمي، وذروان والتاجوري والبربورية وزقاق الزرندي والطوال، ومقعد بن حسين والحماطة وغيرها من الأسماء التي حفرت في الذاكرة، فإذا كان لم يعد في الإمكان المحافظة على تلك الشوارع والأحياء، واقعاً فعلى الأقل المحافظة على أسمائها فقط، لنعطي هذه الشوارع والأحياء الجديدة تلك الأسماء التي رسخت في الذاكرة. لا ان نمحوها من ذاكرة المجتمع الذي ارتبط بها وعاش ذكرياتها، كم تمنيت ذلك وأنا متأكد أن كل الذين عاشوا فيها يتمنون الابقاء على تلك الاسماء. فهل نجد لدى المجلس البلدي بالمدينةالمنورة اتجاهاً لذلك؟.