العيد هو تلك الشعيرة الإسلامية التي يعرفها المسلمون في كل الأقطار الإسلامية.. وكل قطر يعبر عنها بتراثه ومورثاته الثقافية والاجتماعية.. والعيد عرس اجتماعي للمسلمين كل يعبر فيه عن معاني الفرح والسرور والتواصل بين الأهل والأقارب والأصدقاء والجيران وعامة المسلمين. والعيد كما ننبذ فيه الأمتعة الخرقة والأساس المتهالك فكذلك علينا أن ننبذ فيه السلوكيات المتهالكة فننبذ الكره والحقد والحسد وقطيعة الرحم والشحناء والبغضاء التي تمكث في النفوس.. فنجعل العيد نقطة بداية للسماح والعفو والصفح عمن أساء لنا ، ونبادر فيه الآخرين بعبارات المعايدة المعروفة في كل حي وقطر. أما العيد في طيبة الطيبة في ما مضى من السنين فكان له طابع جميل ومميز والأسباب لهذا الطعم كثيرة.. ربما صفاء النفوس كان أعظم فالنفوس لم تدنس بدنس المادية.. أو ربما صدق النيات والمقاصد في العبادات والإيمانيات التي تضفي إلى النفوس السعادة والاطمئنان.. أو ربما طبيعة التركيبة الاجتماعية الموجودة آنذاك التي تحكمها الألفه والمحبة رغم اختلاف أجناسها وألونها.. أو ربما طبيعة المساكن في ذلك الزمان التي تقتضي التقارب والتلاحم كل هذه العوامل وغيرها تطفي إلى العيد مذاقا جميلا ورونقاً جذاباً. ومن مظاهر العيد المهمة والتي بدأت تتلاشي وتندثر في تلك الفترة (المعايدة) فالمعايدة كانت مظهرا بارزا من مظاهر العيد فترى الناس جميعا يعايدون بعضهم بعضا.. وتبدأ المعايدة بالكبار من ولاة الأمر والمشايخ وطلاب العلم ثم معايدة الوالدين والكبار في العائلة من الأعمام والعمات والأخوال والخالات ثم الأقارب ثم الأصدقاء والجيران وعامة المسلمين. ولأهمية المعايدة في تلك الفترة فقد كانت المدينةالمنورة مجزأة نحو أربعة أجزاء فمثلا أحياء الجهة الغربية مثل زقاق الطيار وحوش درج وحوش خميس والهاشمية والعنبرية وباب الكومة يكون لهم اليوم الأول في المعايدة.. وحينها يبقوا جميعهم في منازلهم وعلى الأقارب والأصدقاء من الأحياء الأخرى أن يقوموا بمعايدتهم.. وفي اليوم الثاني تكون المعايدة لأحياء الجهة الشمالية بالنسبة للمسجد النبوي حي باب المجيدي والساحة والسحيمي وحي صيادة وحي الجنان وباب التمار وغيرها وحينها يبقى أهل هذه الأحياء في منازلهم.. وعلى الأقارب والأصدقاء من الأحياء الأخرى معايدتهم.. وفي اليوم الثالث أحياء الجهة الجنوبية مثل حي الدوران وحي حارة الأغوات والتاجوري وقباء،وفي اليوم الرابع أحياء الجهة الشرقية مثل حي الإجابة وشارع أبي ذر والسنبلية والعنابية.وهذا التنظيم والتقسيم الاجتماعي له دور فعال في المعايدة. ويقضي على قضية أن تعايد ولا تجد من يستقبلك.. علما بأن في تلك الحقبة الزمنية الفترة ليس من الأدب أن تمر بمنزل وتجده مقفلا.. فالمنازل كلها مفتوحة وتستقبل القريب والبعيد.. تبتهج بالعيد وأيامه.. ويلتقي الأحبة ببعضهم ويتجاذبون أطراف الحديث.. يأخذون شيئاً من الحلوى والطيب.. أما العيد في هذه الأيام قد فقد الكثير من جماله.. وأهدافه التي شرعها الله وسنها نبيه..فنظر الله أمرأً أحيى سنة نبيه صلى الله عليه وسلم في إحياء سنة المعايدة والتواصل مع الأقارب من ذوي الرحم والأصهار والأصدقاء و الجيران.. وكل عام وأنتم بخير. ص.ب 4264341551 Mabw123 @GMAIL.COM