رغم أن الكثير منّا يشعر أن ظروف الحياة أقوى منه، إلا أن الكثيرين في المقابل أثبتوا أنهم أقوى من الظروف، هم موجودون حولنا بكثرة ولكننا قد نغفل عن تقدير إنجازاتهم الشخصية في زحمة الحياة، أتحدث بالتحديد عن الأبطال الذين نراهم بيننا بشكل يومي؛ وليس عن النماذج التي قد يعتبرها البعض خارقة للعادة أو بعيدة المنال، رغم أنها قد لاتكون كذلك أبداً. - عندما تتمكن من المذاكرة رغم سوء أوضاعك الصحية أو العائلية أو المادية وغيرها، وتنجح في الامتحانات التي رسب فيها غيرك، بل وربما تتفوق فيها... فأنت أقوى من الظروف! - إذا استطعت أن ترسم على شفتيك ابتسامة واسعة، وتعامل من حولك بلطف ومرح، وتضحك على المواقف العابرة، في الوقت الذي تصارع فيه أمواج الاكتئاب العاتية وظروفاً نفسية صعبة لسبب ما... فأنت أقوى من الظروف! - حينما تتجرعين خيانة شريك العمر بصمت، وتدفنين القهر في صدرك دفناً كي لايتفاقم الوضع، وتتعاملين مع ذلك الشخص بالحسنى على أمل أن يهديه الله فيتحسن الحال ويكبر الأبناء في بيئة أسرية سليمة... فأنتِ أقوى من الظروف! - حينما تكون السجائر هي متنفسك الوحيد، وتتأصل هذه العادة فيك منذ سنوات المراهقة الأولى وحتى فترة متقدمة من العمر، وتكون محاطاً ببيئة تكثر فيها رائحة التبغ ومنظر التدخين، ثم تتمكن من اتخاذ قرار اللاعودة وتنجح فيه فتفوز بالتوبة والصحة... فأنت أقوى من الظروف! - إذا وجدت نفسك حبيس وزن زائد، وأسير عادات غذائية سيئة تأصلت منذ طفولتك، وساكناً في مكان يحفل بمغريات الطعام والشراب، ولا أحد ممن حولك يدعم رغبتك في إنزال الوزن، ورغم كل ذلك استطعت أن تصل بنفسك إلى بر الصحة واللياقة والجسم الرشيق... فأنت أقوى من الظروف! - إذا حافظت على مواعيد نومك واستيقاظك، وتناولت وجباتك بانتظام، وحرصت على الاهتمام بمظهرك، رغم أن حياتك قد انقلبت رأساً على عقب لمصيبة ألمت بك، لكنك آثرت إلا أن تتماسك ولا تسمح للمشكلة أن تزحف إلى أبعاد حياتك الأخرى... فأنت أقوى من الظروف! لقد عشنا كأفراد وشعوب في وهم اسمه العجز، اقتنعنا أننا ضعفاء وأننا لا نستطيع قلب الأمور لصالحنا، اعتدنا الاستسلام ولم نعد نستنكر وجوده، ولكن الحقيقة هي أننا أقوى مما نظن، الانهزامية التي نعيشها مهما اعتبرها البعض من مسلّمات الحياة إلا أنها حالة ذهنية فحسب، نحن من نفخ رب العالمين من روحه في أبيهم آدم، نحن من أكرمهم الله من فوق سبع سموات فأمر الملائكة والجن أن يسجدوا لذلك المخلوق البشري العجيب. هذه دعوة لكل ذي موهبة أن يساهم في نشر ثقافة القوة النفسية ونبذ ثقافة الضعف.