نظراً لوجود عدد كبير من المواهب التي لا تحظى باهتمام ورعاية "السواد الأعظم" ممن يملكون القدرة على تبنيهم فقد قام الكثير من أصحاب القنوات في الفترة الماضية بتنفيذ برامج للاهتمام بالمواهب ورعايتها وتنميتها وإيصالها إلى الناس على الرغم من أن تلك البرامج لا يسعها أن تظهر جميع المواهب فقد تكون متمرسة في بزوغ موهبة كالغناء أو الرقص أو التمثيل ولكن لا تستطيع إظهار موهبة لاعب كرة أو مذيع. شاهدت إحدى تلك البرامج والتي تهتم بموهوبي إنتاج الأفلام السينمائية وقد تصدر هذا البرنامج وجميع القائمين عليه أن يحملوا على عاتقهم ريادة بناء السينما السعودية وهذا يدل على أننا لا نمتلك ثقافة السينما حتى الآن فجميع أفراد المجتمع مجرد مشاهدين ومتابعين للأفلام التي تُعرض في صالات ودور السينما. الكل يقدِر ويحترم الأساتذة والممثلين الذين قاموا بالتقييم في هذا البرنامج فقد أمتعونا كثيراً بأعمالهم التلفزيونية وأحببناهم من خلال الشاشة بل ورسَخ كلٌ منهم شخصية مرسومة في ذهن المتلقي ولكن أيضاً هم لا يملكون الثقافة السينمائية الكافية التي تؤهلهم إلى التحكيم فيما يعرض حتى وإن كانت تلك الثقافة نظرية، فقد لوحظ عليهم من جميع المشاهدين أنهم متواجدون فقط للانتقاد ولا يتطرقون إلى مدح الفيلم أو الأخذ بيد من يعملون به على الرغم من أننا ما زلنا نبحث عن مدخل الطريق المؤدي إلى ظهور ما يسمى بالسينما السعودية. يجب على لجنة التحكيم أن تعي جيداً أن هذه الأفلام قد تكون مشاريع تخرج من الجامعة لبعض الطلبة أو قد تكون إحدى الواجبات المطلوبة منهم في سنين الدراسة وقبل هذا وذاك أنها مجهود شخصي صرفوا عليه مبالغ مالية من "حر مالهم" لإرضاء ما بداخلهم من موهبة ليس لهم داعم ولا راعي ولا ممول لأن ما لاحظناه في أسلوب توجيه الانتقادات يصل في بعض الأحيان إلى "تجريح" مبالغ فيه للفيلم وللقائمين عليه ما قد يؤدي إلى إحباط "وتكسير مجاديف" أولئك الشباب الذين تنتظرهم الساحة الفنية وخصوصاً السينمائية. [email protected]