بات موقع تويتر الأكثر جاذبية بين مواقع التواصل الإجتماعي كونه وفر للمستخدم عالما من اختياره يقرأ فيه ما يناسب ذوقه ويهمه فقط عن طريق تحديد من يتابع من المستخدمين. وفي حين جمَل تويتر أناسا فقد قبَح آخرين وكما البس هؤلاء ثوب الحكمة وأضاف لهم عرى أولائك و أنقص منهم. فبين الدعاة والاعلاميين والمفكرين والحقوقيين والفنانين والمبتكرين، هناك عالم آخر من المغردين الذين لو نطق يوما تويتر لربما قال لهم "اقضم ابهامك".! ولكنك تتعجَب حين تجد أن "العالم الآخر" لهم متابعين ألوف مؤلفة أو حتى ملايين في حالات لها ظروفها! بين "العالم الآخر" من أساء لأعين متابعيه بعبارات السب والشتم والانتقاص من كل من خالف رأيه ومنهجه ، ومنهم من نصَب نفسه إلها فشكك في توبة التائبين وطعن في نواياهم، ومنهم من تبحث له عن تغريدة تخرج عن سياق تسوُل الإعجاب عن طريق إعادة تغريد ثناء متابعيه فتكاد لا تجد، وآخر أخذ جانباً من الدين يريحه فتكفَل بفتاوى العلاقات الإنسانية في نطاق ضيِق ومن فتاويه عدم الزام الزوج بتحمُل قيمة كفن زوجته لانتفاء المتعة ولكن سرعان ما جاء صاحبه بحل لأزمة الزوجة بلا كفن فأصدر فتوى تجيز مضاجعة الزوجة الميته! جزاكم الله خيرا. وبالعودة الى موضوع المتابعين نجد أن هؤلاء وغيرهم من سكان "العالم الآخر" وبغض النظر عن رأيي ورأيك لم تحدّ تغريداتهم الحمراء من أعداد متابعيهم، فإن لم تكن مشهورا بشخصك أو فكرك أو تملك المال "لا تحزن" فهناك طرق أخرى لزيادة متابعيك. فعلى سبيل المثال يمكنك أن تغرد خارج السرب أو خارج القفص، كيفما تحب تسميته، تغريدة مثيرة للجدل والرأي العام ثم تعلن تراجعك وتوبتك.. بسيطة. والأفضل وهو أحوط أن تعلن توبتك أولا فيتابعك محبو الخير ليعرفوا ممَ تبت ثم تأتي تغريدتك المثيرة للجدل لإشباع حبِهم للخير. أبسط من هذا وذاك، أن تؤسس هاشتاق لنفسك حبذا لو كان اسمه يجذب "المتعطِشين للمعرفة" مثلا: فضيحة، محاكمة، سقوط فلان أو نطنطة علاَن، وتأكد من أن يقوم أصدقاؤك المقربون والموثوقون بكتابة ألغاز ودلائل لتشويق المتعطشين للمتابعة ومعرفة المزيد بدون الإفصاح عن سر الهاشتاق الفاضي! واعتمد على عامل الوقت فهو كفيل بأن ينسي من تابعوك أنهم تابعوك من الأساس بينما تظل أنت منتشيا برؤية عددهم.