تعتمد الكثير من المؤسسات على الحلول النمطية والطرق التقليدية أو تلك المتوفرة في اللوائح والقوانين التي تحكم العمل لحل مشكلاتها الإدارية أو الفنية.. وإني لا أرى أن تطبيق الحلول الجاهزة تنفع للتنفيذ في جميع الأحوال.. فربما المعطيات تختلف.. والظروف ليست هي ظروف المشكلة السابقة.. وقد يكون هناك أسباب أخرى أدت لحدوث متغيرات ومستجدات.. المشكلات الإدارية حالة طبيعية.. ولا يمكن أن نتصور مؤسسة أو شركة تعمل دون حدوث مشاكل فيها.. لذا فإن البحث عن حلول مبتكرة وفعالة هو الأنسب في استمرار المؤسسة وعدم تعرضها لمزيد من المشكلات.. لحل المشكلات الإدارية يفترض دراسة المشكلة من جميع الجوانب.. والحصول على معلومات وافية عنها.. لأن ذلك سيسهل عملية صياغة المشكلة ووضعها في قالب مناسب وسيساهم في إنتاج وابتكار الحلول.. ويعتبر تحديد المشكلة بشكل جيد هو نصف الحل.. إن فلسفة اتخاذ القرار تعتمد بشكل أساسي على فن اختيار البديل الأفضل من البدائل المتوفرة المبتكرة لحل أي مشكلة.. وصعب جدًا أن ندعي أن هناك مشكلة ولها حل واحد فقط إلا في حالات نادرة جدًا.. لذا نقول أن عقلية الحل الوحيد لا تصلح لاتخاذ القرارات ! كثير من المشكلات يتم حلها بقليل من المعلومات.. أو ربما بمعلومات خاطئة نسمعها من طرف واحد.. وهذا ينتج عنه قرار غير سليم أو غير فعال.. مما يؤدي لتفاقم المشكلة أو تكرارها.. ويعتقد متخذو هذا القرار أنهم يعتمدون على خبراتهم في اتخاذ مثل هذه القرارات.. وأنه لا داعي لدراسة المشكلة بالطريقة العلمية والبحث عن معلومات إضافية.. وأعتقد أن هذا لا يصلح إلا للمشاكل الروتينية المكررة. يقال أن النحلة تزور ملايين الزهرات لتجمع مائة جرام من العسل.. فيا ليتنا نتعلم من النحلة في البحث.. ونحاول الحصول على مزيد من المعلومات.. ومزيد من الحلول.. حتى نصل للقرار الفعال. لحل المشكلات الإدارية خاصة الجديدة أو المعقدة.. يجب أولاً أن نبدأ بالسؤال : ما هي المشكلة ؟ ويتم تحديدها بشكل مبدئي.. ثانيًا : جمع المعلومات وتحليلها والاهتمام بأن تكون المعلومات ذات علاقة بالموضوع.. وأن تكون دقيقة ومحددة وموثوقة.. ثالثًا : صياغة المشكلة بدقة.. ونؤكد للمرة الثانية أن الصياغة الجيدة والمحددة تعني أننا وصلنا لنصف الحل.. رابعًا : إنتاج الأفكار وتوليد بدائل الحل.. وهناك طرق مختلفة في هذا المجال منها أسلوب دلفي.. العصف الذهني.. مصفوفة الارتباطات.. كتابة السيناريو.. وغيرها الكثير الكثير.. خامسًا : تقييم البدائل.. سادسًا : اختيار البديل الأفضل.. سابعًا : اتخاذ القرار.. ثامنًا : تطبيق القرار.. تاسعًا : المتابعة والتقييم. هل فعلاً نحن نتبع هذه الإجراءات عند حل مشكلاتنا الإدارية.. أم نعتمد نظرية الحل الوحيد ؟!