عند استضافة الإعلامي داوود الشريان لوزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة كان النقاش ساخناً لوجود الصحة كأكبر مشكلة تهدد المواطن ولكن لم نجد حماساً من معالي الوزير لدرء كثير من التساؤلات والإجابة عليها في ملف الصحة الذي يعتبر ملفاً شائكاً بلا منازع. لن أهضم حق أحد، فمعالي الوزير له جهود تعد بارزة على الصعيد الصحي ولكن مالم يشاهده معالي الوزير من مخاطر تتجلى واضحة في أروقة مستشفيات المملكة الحكومية والخاصة توضح بأن على عاتقه الكثير من المتاعب التي لابد من معاليه تكثيف جهوده مع مسؤولي الوزارة لقطع دابر الخطأ وكذلك التساهل . لقد رأيت الوزير يحاول جاهداً أن يقارن عمله وعمل الوزارة من ناحية الأخطاء التي حصلت ونسبة المخاطر في بلدنا والتي تحصل في بلدان متقدمة ،فلماذا لم يقارن الجميل والحسن مما يقدم في الخارج مع مايقدم هنا ؟ والخوف ألا تتقدم وزارة الصحة وستبقى واقفة على نفس الخطى التي بنوها من سبقوه ، فمن الجميل ان تكون نسبة الاخطاء قليلة او توازي غيرنا من الدول ولكن الخدمة التي تقدم هناك ارقى بكثير من هنا . ولو حصل لوزير الصحة بعد عمر طويل فإنه سوف يعالج في مستشفى التخصصي دون غيره لانه ذو جودة عالية ويتمتع بكوادر طبية ممتازة . هل تعلم يامعالي الوزير بأن امريكا التي هي موطن لكل المواهب الطبية من بلادنا وغيرها، وملاذ كل من ينشد رعاية صحية جيدة تنفق على الصحة ثلاثة اضعاف نصيب الفرد من الناتج المحلي فحسب الدراسات نصيب الفرد الامريكي 48 الف دولار سنوياً وبالتالي ينفق عليه من أجل الصحة 144 الف دولار لكل فرد . فهل تتوقع بأن خدماتنا المقدمة توازي ولو نصف نصيب الفرد السعودي . عند دخولي للمستشفيات الحكومية اجد نفسي اقف عاجزاً مع اعتصار الالم فلا استطيع ان اجد خدمة صحية جيدة تكفل لي الحياة سوى المكوث في الانتظار ساعات طويلة، علما بأنه يوجد آلاف الخريجين الذين يغطون العجز إن كان هذا هو العذر ، ولذا أجد نفسي متجهاً لأحد المستشفيات الخاصة التي لايمكن ان تقدم لي أي خدمات صحية إلا وقد دفعت تحت الحساب خمسين ألف ريال وهذا موجود في احد مستشفيات جدة .اصبح القطاع الصحي الخاص يتاجر بالبشر والفرق بينه وبين من يتاجر في باكستان بالاعضاء (الصفة الرسمية التي يتمتع بها) . واما القطاع الحكومي فإنه يئن عجزاً ومرضاً . ليست هكذا تقدم الخدمات الصحية فهي من أهم الحقوق التي على الوزير لكل مواطن . قد يرد احدهم ويقول تم توقيع المشاريع الصحية بالمليارات لمدن طبية في الشمال والجنوب والشرق والغرب ولكن متى ستظهر ومتى سيتم علاج اسرتي بدلاً من التنقل بين الرياضوجدة او خارج المملكة . صحيح ان الخطأ وارد ولكن الخطأ هو نفس الخطأ والمشارط هي نفس المشارط والوزارة هي نفس الوزارة منذ سنين عديدة فما الجديد وما الحل. لا الغي ماقدمته يامعالي الوزير ولكن من اصبح يومه من دون فكر وتغيير فإنه اصبح على عتمة اخرى بدايتها المرض ونهايتها الموت. أكاديمي وكاتب صحفي [email protected] @btihani