الغش مذلة "للغاش" وهو دليل على "السقوط" في "الخداع" فهو خداع للنفس "بغشها" قبل أن يكون غاشاً للآخر لأنه بهذا العمل بإعطاء الآخر "المغشوش" أحقية محاسبته بل والأخذ من رصيده عندما يحين وقت الحساب الذي لابد أن نتعرض له في يوم – ما – فعندما قال التوجيه النبوي الشريف من "غشنا" وفي قراءة أراها أكثر شمولاً من "غش" ليس منا فهي أكثر صواباً لأن غش "الإنسان" من حيث هو إنسان أمر ممقوت بل يوجب "الطرد" بمنطوق عبارة ليس "منا" فالإسلام لا يفرق في التعامل بين إنسان وآخر فلا يحق للمسلم أن يغش غير المسلم لكونه غير مسلم فضلاً عن أن يغش مسلماً. إلى هذا الحد من العدل يريده هذا "النبي" الكريم لهذه الأمة فالدين يتعامل وفق موازين عدلية صارمة لا يفرق بين الناس، أليس هو الذي يقول الناس كأسنان المشط أي أنهم سواء في الحقوق والواجبات العملية ولم يقل المسلمون كأسنان المشط. أسوق هذا القول لذلك الصديق الذي فاجأني ذات يوم وهو يقول: لماذا نحن كمسلمين نتعامل مع الآخر بعنف وشراسة وليس بعدل وكياسة فقط لأنه يختلف معنا مع أن هناك منطوقاً للأمام علي يقول فيه الخلق اثنان أما أخو لك في الدين أو نظير لك في الخلق. وهذا منطوق العدل وعدم الغش لأن الغش هو ضد العدل الذي يجب على الإسنان التمسك به والحرص عليه ليقوم الناس بالقسط.