في مجتمعي تعذب المرأة قبل وبعد الخطيئة ولا يتوقف عذابها إلا بانقطاع أنفاسها ,فعندما تقضي المرأة فترة عقوبتها يرفض أهلها استلامها لتعود نتيجة ذلك إلى السجن مرة ثانية وتحقد على مجتمعي الذي لم يغفر لها خطيئتها ,فلا تجد حينها مانعاً في العودة إلى الجريمة وباحترافية أكثر،بينما عندما يخرج الرجل المرتكب نفس الجريمة وربما جريمة أفظع منها من سجنه ,تشد إليه الرحال وتعد الولائم ويتسابق الجميع لرفع معنوياته ودمجه مع بقية أفراد المجتمع مرة أخرى! في مجتمعي يوجد لجان اجتماعية وجمعيات نسائية تنتشر هنا و هناك ومع ذلك لم تستطع رفع هذا الظلم عن المرأة حتى الآن، فهل تحجرت عقول أفراد مجتمعي ولم تعد تقبل إعادة النظر في أحكام لم تكن موجودة حتى في عصر أفضل البشر,ومن ثم يئست هذه المؤسسات منهم وتوقفت جهودها عند هذا الحد! أظهرت دراسة للباحثة الاجتماعية بدرية العتيبي أن 36% من السجينات السعوديات يعدن إلى الجريمة بعد الإفراج عنهن لافتقادهن التقبل الأسري-فضلاً عن تقبل مجتمعي- ليمارس ضدها أبشع أنواع الإقصاء والعنف النفسي ،هذا إن لم يصل إلى العنف الجسدي، وربما زادت النسبة الآن لأن الحال لم يتغير! ((السجينات))...عالم غامض في مجتمعي ,وموضوع يتجنب الكثير الخوض فيه ,رغم قيام الباحثة والأكاديمية بسمة السناري بإصدار رواية تتضمن قصصاً واقعية لفتيات أجبرتهن بعض الظروف الاجتماعية على ارتكاب الجريمة بعنوان (ولذلك أصبحت مجرمة)! مجتمعي العزيز: أصبحت لا أصدق الكثير من أقوالك, لأنها ببساطة تخالف أفعالك, وعندما يكون الحال كذلك ،أجزم بأن أقوالك ليست إلا مجرد أكاذيب! لذلك أقول لك وكلي ثقة: من لم يخطئ فليرمني بحجر...!!!