كتبت في هذه الزاوية أكثر من أربعة مقالات معنية بطلاب وطالبات الجامعات خلال فترة بسيطة مذ بداية العام الدراسي الحالي, وعن أصواتهم الغائبة, والكثير من الاحتياجات والمقترحات والمطالب, وكونهم الحلقة الأضعف في ميدان التعليم العالي, رغم أنهم عنصر أساسي وشريك في المنظومة التعليمية, وناشدت حينها المثقفين والمفكرين والأكاديميين ومعهم الصحافة بإعطاء هذه الأصوات والمطالب جزءا بسيطا من الاهتمام أسوة بالزخم الإعلامي الذي يصاحب عمليات التصنيف للجامعات, حيث تحظى نتائج التصنيف بنقد واهتمام كبير, بينما مخرجات الجامعات المصنفة مغيبة تماما. لكن الآن بإمكاني إعادة الكتابة وبثقة كبيرة أن المقالة ستقرأ, وسينظر لمحتواها, عكس المقالات السابقة التي لم يتعد صداها حديث طلاب بعض الجامعات, وتداولها فيما بينهم. الواقع للتعليمي الجامعي غير مرضٍ للطموحات, ولا لتطلعات الطلاب, ولا يرتقي للدعم الكبير الذي تحظى به تلك الجامعات, من صلاحيات ودعم مالي لا محدود, وهذا يعود لغياب الفرق الرقابية الميدانية على تلك الجامعات, لأن الأهداف المدونة, والرؤى المعلنة, والتصاريح المبشرة, غير مترجمة على أرض الواقع, في الوقت الذي تخالف فيه حقيقة معاناة واحتياجات بعض الطلاب, واحترام عقولهم وإنسانيتهم, ونتيجة هذا تحركت الجامعات وعمداء الكليات والمسؤولون لسماع المطالب, واحتضان الطلاب. ولا أفهم صراحة ماذا يريد عمداء الجامعات والمسؤولين, فالطلاب قبل خروجهم للتجمع, سعوا بكل الوسائل البسيطة والممكنة في إيصال الأصوات, من طرح في المنتديات الخاصة بالجامعات, ومن رسائل وشكاوى ومقترحات, ونقاشات عن الاحتياجات في مواقع التواصل الاجتماعية, ومع هذا لم يستجب أحد لهم, حتى كانت النتائج تحركا جماعيا متوقعا, والذي نتج عنه إيجابيات وتغيرات جذرية كان بإمكان المعنيين القيام بها قبل هذه الموجة من الاحتجاجات, حيث فتحت جامعة الملك عبد العزيز باب استقبال الشكاوى والمقترحات, وأتبعتها جامعة نجران في تشكيل مجلسي طلاب, وكذلك جامعة القصيم الأكثر وعيا في احتضان الطالبات. نتمنى إعادة النظر في الكثير من الأمور من آليات وطرق التدريس التلقيني والتعليبي, وغياب الندوات, والورش التدريبية, والزيارات الميدانية المتبادلة بين الجامعات, وضعف أداء المكتبات, والأبواب الموصدة, وأوضاع أعضاء هيئة التدريس, ونظافة البيئة, والرقابة الصحية, وبعض القوانين الصارمة والمعقدة, ونتائج تصحيح أوراق الاختبارات, وطريقة تعامل أعضاء هيئة التدريس مع الطلاب, والمفاضلة بين الطلاب, والعلاقات الصديقة, ونفسية الأساتذة حين إثارة الأسئلة والإشكاليات أثناء المحاضرات, ومستوى القاعات, إلى فتح نوافذ الحوار مع الطلاب حتى يكتمل العمل في المنظومة التعليمية دون غياب عنصر رئيسي ومهم, ويكون الجميع فيه شركاء, لتتحقق الأهداف, ويصل الجميع للنتائج التي ترضي جميع الأطراف. [email protected]