بعد الضجة الأخيرة عن تصنيف الجامعات, والجدل الذي صاحب التصنيف, والأطروحات الصحفية ما بين الأكاديميين والمثقفين, وتعقيب الجامعات على ما يطرح صحفيا, كان صوت الطلبة غائب, وضعيفا جدًا, ولا يكاد يسمع له, ولم يحظ بنصيب من الاهتمام كما أطروحات التصنيف, ففي الوقت الذي يشتكي فيه الطلاب الجامعيين من آلية التدريس, وطريقة تعامل الأساتذة معهم, وغياب النشاطات اللا منهجية, والورش التدريبية, والندوات العلمية, والزيارات الميدانية, وحال القاعات, والتفاعل مع تساؤلات الطالب العلمية في مجال تخصصه, والإشكاليات التي تواجه الطلبة من الجنسين, غاب التجاوب والتفاعل مع مشاكل وأصوات الطلبة, حيث لم تحظ معاناة الطلبة المخرجات المجسدة لحقيقة واقع الجامعات كما حظيت نقاشات التصنيف بهذا الزخم الإعلامي والأخذ والرد المتداول حيال التنصيف. وليت الإعلام ومعه الأكاديميين والمثقفين والمفكرين يُعطي هذه الأصوات حقها في الطرح وإبداء الرأي والرؤية, والعمل عليها, وإعطائها نصيب من النقد والتقويم, لأن المنتج الحقيقي للجامعات مخرجاتها من الطلاب, ولو أعطينا هذا الجانب حظوة ونصيب مثل قضية التصنيف, لضمنا نتائج ملموسة مستقبلاً, وأعطينا المنتج حقه في المطالب بحل قضاياه, ونقد ما يعانيه من إشكالات عديدة, دون التقليل من شأن قضية التصنيف وما تحمله من فضيحة وعار إن ثبتت صحتها!. كما لا أرى عيبًا, ولا تقليلاً من أعضاء هيئة التدريس, والجامعات, حين يكون للتعليم الجامعي هيئة إشرافية تضم نخبة من الأكادميين, تكون مهمتها زيارة الجامعات, والوقوف على صندوق اقتراح وشكاوى الطلاب والطالبات, والحضور لأعضاء هيئة التدريس المحاضرات, والقيام بعملية المساندة الرافدة للجامعات من خلال تلك الزيارات وما تتضمنه من وقفات على كافة جوانب المنظومة التعليمية, كذلك النظر ضمن المهام والوقفات بحال أعضاء هيئة التدريس ومطالب أعضائها وملاحظاتهم, والسماع لهم أسوة بالطلبة من الجنسين, ويكون هدفها تعزز مسيرة التعليم الجامعي, وحل الكثير من الإشكالات التي تواجه كافة الأطراف المسؤولة من طلاب وأساتذة وخلافه. رُبما يكون هناك مثل تلك الهيئة الإشرافية, لكن الواقع الميداني لا يشهد بذلك, وإن كانت موجودة ولا استبعد لما لها من أهمية, نتمنى تفعيل دورها لتحقق أهدافها, وإن كانت غير موجودة, نرجو أن ينظر لهذه النقطة, وتشرع الوزارة بإنشاء هيئة إشرافية تكون مهامها كما أسلفنا, مع إضافة ما يراه المسؤول مناسبًا, لنشعر الطالب بأهمية صوته, واحتياجاته, وكذلك الأساتذة العاملين, ونثق بسير المنظومة التعليمية الجامعية في الطريق الصحيح, ومساندتها في تحقيق أهدافها, من خلال تذليل المعوقات, ودعم مسيرتها المستقبلية.