ينطلق مهرجان المنتجات الأسرية (إنتاجي) بعيداً عن محدودية المفهوم, وضيق مساحة العمل التقليدي, بهذه العبارة المختزلة يعرّف مهرجان المنتجات الأسرية الذي تنظمه لجنة التنمية الاجتماعية بعنيزة نفسه,وفي محاولة للغوص في معنى العبارة,وتفكيك مضامينها يتضح لمتابع المهرجان والمشارك والزائر حقيقة وقيمة معنى العبارة الصارخة,حيث الصورة التي رسمتها العبارة جاءت نتيجة فهم واع واكب عصرية الحقبة الراهنة,وقدم نفسه من خلال عمل إنساني واجتماعي عظيم,من حيث تبني الطبقات الكادحة والمعدمة من أبناء الوطن المكافحين,واحتضانهم ودعمهم ومساعدتهم بشكل علمي صحيح, وبدافع حس إنساني رفيع, بعيد عن الشعارات والبهرجة والمزايدات على حساب الوطن وإنسانه,وهذا ما يؤكده حقيقة المهرجان واقعاً لا ورقاً,حيث جمع ما بين التدريب المتمثل في البرامج التدريبية المقدمة يوميًا للأفراد ولأبناء الأسر المنتجة لرفع مستوى الكفاءة والقدرة على مواجهة التحديات وتخطيها,بهدف التنمية المستدامة للفرد والأسرة, وقد تنوعت البرامج التي روعي أن تكون تخصصية وشاملة لأهداف المهرجان المعني بتلك المنتجات الأسرية, وتأتي أبرز عناوين البرامج التدريبية المقدمة في التظاهرة الأكبر للأسر المنتجة دراسة الجدوى الاقتصادية للمشاريع الصغيرة وحدد فكرة مشروعك وطرق التسويق للمنتجات وصناعة النحل ومهارات البيع الشخصي ومهارات التعامل مع العملاء والعديد من البرامج الأخرى. ويعد تأهيل الفرد والأسرة في البرامج التدريبية خطوة أولى تليها خطوة التمويل من الصناديق الخيرية والخاصة لدعم المشاريع الصغيرة, إذ بعد عملية التأهيل من خلال الحضور والمشاركة بالبرامج, ورسم أولى ملامح الطريق قبل انطلاق المشروع الخاص, يصبح الفرد قد اجتاز المرحلة الأولى, واستوفى شرط الدعم من الصناديق الخيرية والتمويلية التي حضرت مشاركة في المهرجان لاستقبال طلبات التمويل والدعم للمشاريع الصغيرة. كما ويلي الخطوتين خطوة التسويق التي لا تقل أهمية عن الخطوات الأولى, حيث إقامة مهرجان متخصص بمنتجات الأسر, من مأكولات شعبية ومشغولات ونتاج الحرف اليدوية, ومنع مشاركة الشركات الخاصة بمنتجاتها خشية منافسة منتجات الأسر,ساهم بشكل كبير في التسويق الخاص بمنتجات الأسر,وساعد على التركيز وتسليط الضوء على نتاج الأسر,عكس حين مشاركة تلك الأسر بمساحة صغيرة في المهرجانات السياحية والترفيهية المختلفة,والتي لا تعطي تلك المنتجات حقها من التسويق. مبدئياً أستطيع القول بأن مهرجان إنتاجي التظاهرة الأكبر للأسر المنتجة والأول من نوعه على مستوى المملكة نجح نسبيًا, بناء على الأهداف الثلاثة التي قام عليها خلال المهرجان, وهي التدريب والتأهيل, والدعم والتمويل, والتسويق, بالإضافة للهدف غير الربحي الواضح من سياسة خطته, لكن هذا النجاح النسبي يحتاج لمواصلة الوقفة الجادة الأخيرة تجاه الأسرة المنتجة,وإكمال الانطلاقة بعمل دائم يحقق الأهداف. كما أرى حقيقة أن يتطوع الاقتصاديون في البلد بتقديم دراسة جدوى اقتصادية لمستقبل الأسر المنتجة على مستوى المملكة,وتقديم رؤية اقتصادية تساهم في مأسسة أعمال الأسر,وتكون من أهدافها إقامة أسواق في مختلف مناطق المملكة,ويتم تجهيزها وتأهيلها بكل الاحتياجات،وتكون أسواقاً دائمة لمنتجات الأسر،مثل بقية الأسواق،وأظنها ستكون ذات جدوى وستفتح أبواب خير على أبناء وبنات الوطن,وتكون العروض المقدمة متنوعة ما بين الأكلات الشعبية والمشغولات ونتاج الحرف اليدوية،وفي هذا دعم للإنتاج المحلي الوطني,كذلك ستفتح باب رزق دائم للأسر، إضافة للأفكار التي ستطرح لدعم هذا المشروع الوطني الذي بطبيعة الحال سيسهم في خلق حراك اقتصادي شعبي للطبقات الكادحة والمعدمة,وما يؤكد هذا حديث أحد أبناء الأسر المنتجة،حيث يقول إن البداية كانت بنتاج والدته،والآن زوجته وأخواته منتجات،أي في المنزل ستة من الأفراد منتجون! إنشاء موقع واحد كبداية لجس نبض جدوى مشروع إقامة أسواق للأسر المنتجة في مختلف مناطق المملكة،أراها مناسبة جداً،وليس هناك خسارة على أبناء الوطن.